ثورة الشعب و استعادة القرار الوطني
جاءت ثورة 21 سبتمبر كرد فعل شعبي على التفريط الكبير في السيادة الوطنية من قبل النظام السابق الذي سلّم البلد بكامله للسفارة الأمريكية لتفعل ما تشاء وتريد، إلا أن شعب الإيمان والحكمة رفض أن تكون بلاده حديقة خلفية للسعودية أو ساحة للولايات المتحدة، وقام بثورة عارمة اجتثت أركان العملاء وطهرت البلد من رجسهم وفسادهم وسعى إلى بناء دولة يمنية ذات سيادة كاملة على أراضيها، تعبر عن تطلعاته وآماله في الحرية والاستقلال.
أحد أهم إنجازات ثورة 21 سبتمبر كان إفشال مخطط تقسيم اليمن إلى أقاليم متعددة، وهو المخطط الذي كانت أمريكا والسعودية تسعيان لتنفيذه بهدف إضعاف اليمن وتقسيمه إلى مناطق متنازعة. الثورة منعت هذا المخطط وأبقت اليمن موحدًا، قويًا، معززًا بثروته البشرية والكثافة السكانية التي جعلته لاعبًا رئيسيًا في المنطقة.
أسقطت ثورة 21 سبتمبر الوصاية الدولية المفروضة على اليمن عبر قرارات مجلس الأمن والفصل السابع، الذي كان يهدف إلى حماية نظام المبادرة الخليجية وتقويض أي محاولات لتغييره. الثورة حافظت على ما تبقى من مؤسسات الدولة ومنعت انهيارها، كما فرضت الأمن والاستقرار في المناطق التي تخضع لنفوذها، في وقت تعاني فيه المناطق الأخرى من الاحتلال والفوضى.
السيادة على المياه الاقليمية
لم تتوقف إنجازات الثورة عند حدود اليمن، بل أعادت اليمن إلى مكانته الاستراتيجية على الساحة الإقليمية، لا سيما بفضل موقعه المطل على البحر الأحمر وباب المندب، كما جعلت اليمن لاعبًا محوريًا في مواجهة الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، وداعماً رئيسياً للقضية الفلسطينية، الأمر الذي أثار قلقًا كبيرًا لدى الكيان الصهيوني.
رئيس هيئة تنظيم شؤون النقل البري الدكتور إبراهيم المؤيد أكد في تصريح لموقع أنصار الله أن ثورة الـ21 سبتمبر ساهمت بشكل كبير في تطوير وتحسن قطاع النقل البري، حيث أصبحت اليمن تعتمد على مواردها الوطنية في تطوير هذا القطاع الحيوي والقطاعات الأخرى ذات الأهمية. وذكر أن هذا التحول ساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني، وذلك بفضل الاستقرار الذي أوجدته ثورة الـ21 من سبتمبر الخالدة.
زيد الوشلي، رئيس موانئ البحر الأحمر اليمنية تحدث عن دور الثورة في تعزيز السيادة البحرية لليمن. وأوضح أن الثورة أوجدت بيئة مواتية لإعادة تأهيل وتطوير الموانئ اليمنية، مما ساهم في تعزيز حركة التجارة البحرية وتعزيز الاقتصاد الوطني. وأكد أن الجهود مستمرة لجعل الموانئ اليمنية محورية في حركة التجارة الإقليمية.
تنمية اقتصادية
وفي ظل وجود قيادة ثورية حكيمة، متوكلة على الله، تستمر اليمن في مسيرتها نحو الحرية والاستقلال، حاملة آمال شعبها في مستقبل مشرق بعيدا عن التبعية والوصاية وحرية السيادة والقرار وينعم بالخير و باقتصاد وطني ذات تنمية مستدامة واكتفاء ذاتي في كل المجالات.
وزير النقل والأشغال العامة محمد عياش قحيم أوضح في تصريح لموقع أنصار الله أن الثورة أوجدت مناخًا جديدًا للتنمية والبناء الحقيقي للنهوض بمقومات الدولة اليمنية الحديثة. لافتا إلى الجهود المبذولة في تطوير البنية التحتية للنقل والطرق، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تهدف إلى تعزيز التكامل الوطني وربط المناطق المختلفة.
وأكد أن هذه الإنجازات هي ثمرة لروح ثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة التي تهدف إلى بناء دولة تعتمد على قدراتها الذاتية.
استعادة الهوية
من أهم ما ركزت عليه ثورة الـ21 من سبتمبر هو إعادة الشعب اليمني إلى حيث يراد له أن يكون، انطلاقا من هويته الإيمانية التي شهد بها الرسول صلوات الله عليه وآله حين قال : “الإيمان يمان والحكمة يمانية”. وقد تجلت خلال معركة طوفان الأقصى إحدى ثمار الثورة المباركة، فها هو الشعب اليمني يتصدر الشعوب في موقفه الإيماني والمبدئي من غزة، حيث تحرك الجميع رسميا وشعبيا وشكلوا لوحة فنية عن سمو الأخلاق وأصالة الشعب العريق.
وزير الثقافة والسياحة سلط الضوء على الثورة كعامل محفز لإحياء الثقافة اليمنية الإيمانية على النهج المحمدي الواضح وتعزيز السياحة الداخلية الطبيعية التي من الله تعالى على بلدنا.
وأوضح أن الثورة قدمت فرصة للحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي لليمن، مؤكدًا على أن الاهتمام بالثقافة هو جزء لا يتجزأ من جهود بناء الدولة المستقلة.