الضفة الغربية بين مطرقة العدو الصهيوني وسندان الصمت الدولي

موقع أنصار الله . تقرير | يحيى الشامي

 

(جرائم يومية وتصفيات عرقية واقتحامات للأقصى وقتل وتهجير للأهالي ونهب وتدمير للممتلكات)

 

في تصعيد جديد للعدوان الإسرائيلي الوحشي، قام العدو الصهيوني باستهداف عدة شبان فلسطينيين في مدن الضفة الغربية وبلداتها، ما أدى إلى إصابة عدد منهم واعتقال آخرين. وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، كثف المغتصبون الصهاينة اعتداءاتهم الهمجية على البلدات الفلسطينية مدعومين بقوات “الجيش” وحماية الأمن. بالتزامن اقتحم مئات اليهود المسجد الأقصى المبارك تحت حماية قوات العدو، في ثاني أيام شهر رمضان المبارك.

وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمها قامت بنقل شاب أصيب برصاص العدو الحي قرب الجدار الفاصل في بلدة بيت أولا، غرب الخليل، إلى المستشفى، وقد وُصفت إصابته بأنها “متوسطة”. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن قوات العدو الإسرائيلي المتمركزة عند الجدار الفاصل أطلقت النار بشكل عشوائي تجاه الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة الشاب في قدمه.

وفي مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، اقتحمت قوات العدو بلدة الخضر، وأطلقت قنابل الصوت والغاز تجاه المنازل والمحال التجارية، مسببة حالة من الرعب بين السكان. وفي قرية عبوين شمال غرب رام الله، قامت قوات العدو بتدمير مركبات المواطنين ومداهمة عدة منازل، دون تسجيل حالات اعتقال.

وفي محافظة سلفيت شمالي الضفة الغربية، اعتقلت قوات العدو ستة فلسطينيين من بلدتي بروقين وكفر الديك. وفي نابلس، اقتحم العدو بيت فوريك شرقي المدينة، وأصاب ثلاثة أطفال برصاصه الحي في هجوم همجي آخر يضاف إلى سلسلة جرائمه المتواصلة.

يوميات اقتحام المسجد الأقصى

اقتحم مئات المغتصبين اليهود -اليوم الأحد- باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة تحت حماية شرطة العدو الإسرائيلي. وأفاد مرابطون داخل الأقصى بأن 548 مغتصباًَ يهودياً نفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوسا تلمودية في ساحات الأقصى، خاصة في المنطقة الشرقية منه.

وأعلنت شرطة العدو اقتصار فتح باب المغاربة أمام المغتصبين المقتحمين على الفترة الصباحية (من الساعة 7 حتى 11)، خلال شهر رمضان، ما يعني إغلاقه أمام الاقتحامات المسائية، بعد الظهر.

ويقول المصلون إن هذا الإغلاق حق لا مكرمة، وإن الاقتحامات للمسجد يجب أن تتوقف تماما في شهر رمضان وغيره، لأن الإغلاق الجزئي في المناسبات الدينية يرسخ التقسيم الزماني، والمسجد الأقصى خالص للمسلمين وحدهم ولا يقبل القِسمة.

ووفق تقرير وزارة الأوقاف الشهري، فقد صعَّد المغتصبون وجيش العدو من اعتداءاتهم على المسجد الأقصى، سواء بعدد الاقتحامات أو بأعداد المقتحمين، تحت مسمّى سياحة، وبحراسة مشدّدة من قوّات العدو.

وبينت في تقريرها عن شهر فبراير أن العدو الإسرائيلي والمغتصبين اقتحموا المسجد الأقصى 20 مرة.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة والضفة الغربية في أكتوبر 2023، شددت قوات العدو من إجراءاتها على أبواب المسجد الأقصى، ومداخل البلدة القديمة ومن مضايقاتها للمصلين والمرابطين في المسجد الأقصى.

 

تهجير قسري واعتداءات مستمرة

 

يواصل العدو الإسرائيلي سياسة التهجير القسري ضد الفلسطينيين، فقد شرد عشرات الآلاف من منازلهم في جنين وطولكرم وطوباس. وفي بلدة بروقين غرب سلفيت، تعرضت المنازل والمركبات الفلسطينية والممتلكات لهجوم وحشي من قبل عشرات المغتصبين الذين تسببوا في أضرار مادية كبيرة، وبثوا الذعر بين السكان، تحت حماية قوات العدو التي أطلقت الرصاص الحي تجاه المواطنين العزل.

وفي اعتداء آخر، هاجم المغتصبون اليهود خياماً سكنية في بلدة النصارية بالأغوار الوسطى، وأعطبوا إطارات جرار زراعي، كما اقتحموا تجمع خلة مكحول بالأغوار الشمالية، وهددوا السكان وأرهبوهم، وتقعُ اعتداءات المغتصبين على مناطق الأغوار بشكل يومي ولا تحظى بتغطية المنظمات ولا حتى الوسائل الإعلامية بشكلٍ يرقى لمستوى الجريمة، حيث يتعرّض الفلسطينيون لعملية تطهير كامل ومصادرة لكافة ممتلكاتهم وحقوقهم من الأراضي والبيوت والمزارع وحتى الماشية ( قبل ثلاثة أيام نهب المغتصبون 400 رأس غنم من البدو، وقبلها بأيام نهبوا حوالي 250).

 

طولكرم جرائم مركّبة وتطهير عرقي

 

في غضون ذلك، يواصل العدو الإسرائيلي عدوانه الواسع على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ35 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم الـ22. وصعد العدو من عمليات الاقتحام والمداهمات للمنازل، والتهجير القسري للسكان، وسط عمليات تدمير وحرق لمنازل عديدة. وذكرت مصادر محلية أن قوات العدو دفعت بتعزيزات عسكرية إلى المدينة ومخيميها، وجابت الشوارع والحارات وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي.

وشهد مخيما طولكرم ونور شمس حركة نزوح كبيرة من سكانهما، حيث توجه أكثر من 16 ألف نازح إلى مراكز إيواء ومنازل أقاربهم في المدينة وضواحيها. واستهدفت قوات العدو البنية التحتية للمدينة والمخيمين، حيث دمرت الطرق وشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي والاتصالات، ما جعل الحياة اليومية أكثر صعوبة.

الضفة نزيف يومي

وصعّد العدو الإسرائيلي والمغتصبون اليهود اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، منذ بدء الإبادة الجماعية في قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023. وأسفرت هذه الاعتداءات عن استشهاد ما لا يقل عن 927 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف شخص، واعتقال 14 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

وبدعم وشراكة أميركية صريحة، ارتكب العدو الإسرائيلي إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى ما يزيد على 14 ألف مفقود.

قد يعجبك ايضا