قلب المفاهيم: كيف صارت صنعاء محتلّة وعدن محرّرة؟

  في عالمٍ اختلّت فيه الموازين، عالمٍ يهيمنُ عليه النفاقُ السياسي والإعلامي، لم يعد الخلل مقتصرًا على الوقائع وحدها، بل بات كامنًا في المصطلحات نفسها؛ حَيثُ يُعاد تعريف الأشياء على غير حقيقتها، ويُقدَّم الباطل في ثوب الحق، ويُشوَّه الحق حتى يبدو جريمة. ومن أكثر الأمثلة فجاجةً على هذا الانقلاب المفاهيمي توصيفُ صنعاء، عاصمة الصمود، بأنها "محتلّة"، في مقابل تسمية المحافظات الجنوبية بـ "المحرّرة"، في مشهد يكشف حجم التضل...

الهجمة على القرآن.. دوافع الخواء وعجز التحدي

  {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أم مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة، ودستور المسلمي...

الأقصى بين الاستفزاز الصهيوني والإساءة الأمريكية.. واليمن في موقع الثبات

  لم يعد ما يجري بحق المسجد الأقصى المبارك مُجَـرّد أحداث عابرة أَو ممارسات فردية، بل بات سياسة ممنهجة يقودها رأس الكيان الصهيوني نفسه، في إطار مشروع عدواني يستهدف المقدسات والهُوية الإسلامية، ويكشف في الوقت ذاته حجم الانحياز الغربي، وخُصُوصًا الأمريكي، ضد الأُمَّــة وقضاياها المركزية. إن اقتحام "بنيامين نتنياهو" للمسجد الأقصى لا يمكن قراءته إلا كرسالة استفزازية واضحة، موجهة إلى المسلمين جميعًا؛ فهذا الانتهاك الذي تم تحت حماي...

نحنُ والقرآن.. ميزانُ العزّة واختبار الثبات

  إنَّ الله سبحانَه لم يضرب الأمثال إلا لنعقلَها، ولم يُنزِل الكتاب إلا لنتدبّرَه؛ فالقرآن حبلُ الله المتين، ونورُه المبين، وعُروتهُ الوثقى التي لا انفصام لها.. هو العهدُ الذي بيننا وبين ربنا، وسياجُ كرامتنا؛ فما استُبيحت حرمةُ الكتاب إلا وقد هانت عند الناس حُرمةُ ربّ الكتاب. إنَّ أعداءنا من "الصهيونية العالمية" وأذنابها في الغرب، ما اجترؤوا على تدنيس أقدس مقدساتنا (القرآن الكريم)، سواءً في أمريكا أَو أُورُوبا، إلا لِيَسْبُرو...

القائد الذي أعاد للأُمَّـة بُوصلتها

  في زمنٍ اختلطت فيه المعايير، وتراجعت فيه المواقف، وارتبك فيه كثيرٌ ممن تصدّروا المشهد، يبرز السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، بوصفه حالةً استثنائية لا تُقاس بالأسماء ولا تُختصَر بالألقاب، بل تُعرَفُ بالمواقف التي لا تتبدَّل، وبالثبات الذي لا تزعزعُه العواصف. حضورُه هو صوتٌ خرج من عُمق الألم، وحمل هَـــمَّ الناس بصدق، وتعامل مع قضاياهم بوصفها أمانة لا وسيلة. هو قائدٌ لم يتعلّم الصمت أمام الظلم، ولم يساوم على الحق،...

بأي وجه سنلقى الله؟! القرآن يُداس.. فأين أُمَّـة المليار؟!

  لم يعد للأقنعة وجود، فقد كشف الكفر عن وجهه القبيح بكل صلافة.. حين يتجرأ مجرم أمريكي على إهانة "القرآن الكريم" وجعل هذه الجريمة وسيلة دعائية لانتخاباته، فهو لا يستهدف الورق، بل يستهدف كرامة كُـلّ مسلم على وجه الأرض، ويختبر ما تبقى فينا من نبض ونخوة. إنها الحرب الصهيونية الشاملة التي تقودها أمريكا وبريطانيا، "أولياء الشيطان" الذين يسعون لإطفاء نور الله وإذلال أُمَّـة الإسلام. إنهم يراهنون على صمتنا، ويطمعون في خذ...

من يتولَّ أمريكا يَذل

  الأُمَّــة الإسلامية اليوم في أشد مراحل الانحطاط وأسوئها؛ فلا يحرِّكها استهداف دينها، ولا حرق كتاب ربها، ولا سفك دماء أبنائها.. ليس ذلك من قلة عددها ولا عُدتها، ولكنْ بسَببِ موت الغَيرة الدينية في قلوب الكثيرين، والانغماس في التبعية؛ فاستحقت أن تُضرب بالذلة والمسكنة على أيدي أعدائها. أقدم أحد المرشحين لمجلس الشيوخ الأمريكي على الإساءة للقرآن الكريم بوضعه على فم مجسم لرأس خنزير، مستهزئًا بالإسلام والمسلمين، وداعيًا إلى محاربتهم، وذلك ...

الإساءة إلى القرآن.. ثقافة أمريكية متجذّرة

  تُمثّل جريمة الإساءة إلى القرآن الكريم التي أقدم عليها أحد المرشحين الأمريكيين اختبارًا قيميًّا وأخلاقيًّا وإنسانيًّا صارخًا لكل من ينتسب إلى الإسلام، ولكل من بقي في قلبه ذرة من دين أَو كرامة. هي ليست فعلًا فرديًّا عابرًا ولا زلة لسان انتخابية، بل هي انعكاس مباشر للثقافة السياسية والإعلامية الأمريكية المتجذرة، التي لا ترى من الحقوق والحريات إلا ما يخدم نزعتها العدوانية ويُجمّل وجهها الإجرامي. في أمريكا، لم تعد حُرية التعبير قيمةً ...

مناعة الوعي: الخريطة الاستباقية لمواجهة "الجائحة النفسية"

  بينما تهدأ أصوات المدافع في جبهةٍ ما، أَو تتصاعد في أُخرى؛ تستعد جيوشٌ خفية لمعركتها الكبرى.. إنها معركةٌ تُشنُّ على العقل والقلب، وتستهدف المائدة العائلية والشاشة الصغيرة، وتضرب في عمق اليقين والأحلام. أنتَ لستَ في مواجهة جيش تقليدي يحمل راياتٍ معروفة، بل أمام عدوٍّ خفيٍّ يتحضَّرُ لإطلاق عاصفة نفسية هي الأكثر تعقيدًا وشراسةً في عصرنا؛ إنه يستعدُّ الآن، بينما قد يظن البعضُ أن الهدوءَ نصرٌ تام.   من الدعاية الخشنة إلى الهند...

وأعدُّوا لهم.. التحصين فريضة مقدسة (3)

  إنَّ الصراع مع أعداء الأُمَّــة أصبح معركة وعي وبقاء، تُستهدَفُ فيها البيوت قبل الجبهات، والأطفال قبل المقاتلين، والبنية الاجتماعية قبل القوة العسكرية.. وفي هكذا واقع، يتحوَّلُ التحصينُ إلى ضرورة وجودية، وواجب شرعي، واستجابة عملية لأمر الله في زمنٍ تتكاثر فيه الأخطار وتتسع فيه دائرة الاستهداف. ولقد أثبتت الوقائع الحديثة أن الإعداد المسبق هو الفارق الحقيقي بين أُمَّـة تصمد وأُخرى تنهار. فحين اندلعت الحروبُ في مناطق متعددة من العالم...

علي هراش

كاتب يمني

حرب الوعي قبل التحرير

  فُضِحَ الدورُ التخريبي للنظام السابق في الصراع مع كَيان الاحتلال الصهيوني؛ إذ تسجِّل الوثائقُ الرسمية والتسجيلات الصوتية التي كُشف عنها مؤخّرًا فصلًا مظلمًا ومحوريًّا في تاريخ اليمن الحديث؛ حَيثُ تزيح الستار عن سياسات النظام الحاكم السابق قبل ثورة الـ21 من سبتمبر، التي أعادت لليمن مكانته الإقليمية والدولية. لم تكن هذه السياسات مُجَـرّد انحرافات محلية، بل تشير الأدلة إلى تحول ذلك النظام -في سياق ما يسمى بـ "الحرب على الإرهاب"...

لماذا يجب علينا أن نَغضب؟

  لأن الصمت خيانة، ولأن التعايش مع الإهانة سقوطٌ أخلاقي، ولأن ما جرى من إساءة سافرة للقرآن الكريم على يد نائبٍ أمريكي ليس فعلًا فرديًّا معزولًا، بل حلقةٌ مكشوفة في سلسلة عدوانٍ ثقافي وسياسي يستهدف هذه الأُمَّــة في عقيدتها ووعيها قبل أرضها وثرواتها. إنهم لا يسيئون لكتابٍ مقدَّس فحسب، بل يعلنون حربًا رمزية على هُــويةٍ كاملة، ويختبرون منسوب الذل فينا: هل نغضب أم نبتلع الإهانة؟ الغضب هنا ليس انفعالًا عابرًا، بل فريضة وعي وموقف جهادي أ...

حين يخاف العدوّ من رصاصة.. كيف يُقنعوننا بعدم جدوى الصاروخ؟

  يحاول بعضهم، كلما ارتفعت وتيرة العدوان على غزة، أن يُعيد تسويق مقولةٍ بالية: "الصواريخ الفلسطينية بلا جدوى".. يردّدونها بثقةٍ باردة، كأنهم يتحدثون عن ألعابٍ نارية لا عن معادلة ردعٍ أقلقت كَيانًا مدججًا بأحدث ترسانات العالم.. غير أن الوقائع، لا الشعارات، هي ما تفضح هذا الادِّعاء. في واحدة من أكثر اللحظات كاشفية، أعاد التسريب الشهير لاتصال "علي عبدالله صالح" مع القائد "خالد مشعل" وضع الأمور في نصابها. ل...

تدنيسُ القرآن إعلان حرب على الأُمَّــة.. وصمتُ المسلمين جريمةٌ لا تُغتفر

    اليوم، ونحن نشاهد الجريمة النكراء التي أقدم عليها الصهيونيُّ الملعون، أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، من إهانة وتدنيس لكتاب الله القرآن الكريم، ندرك أن ما جرى ليس حادثةً عابرة ولا زلّةً فردية؛ بل هو فصلٌ متجدّد من حربٍ معلنة على الإسلام، وعدوانٍ سافرٍ على أقدس مقدّساته. لقد تكرّرت هذه الجرائم في أمريكا وفي عددٍ من البلدان الأُورُوبية خلال الأعوام الماضية، وتتكرّر اليوم بوقاحةٍ أشدّ، وبغطاءٍ رسميٍّ أخطر، حتى غدت الإهانة سياس...

وليد فاضل

كاتب يمني

الإساءة للقرآن في الغرب الكافر.. حربٌ تتسع وصمت يثير الأسئلة

  موجة متكرّرة من جرائم الإساءة للقرآن الكريم والمقدسات الإسلامية، في الغرب، وعلى رأسه أمريكا وعدد من الدول الأُورُوبية.. ورغم أن هذه الأفعال غالبًا ما تُنسب إلى أفراد أَو جماعات متطرفة، فَــإنَّ تكرارها واتساع نطاقها يضعها في دائرة الضوء، ويثير أسئلة حول سياسَة صهيونية متعمَّدة تقف وراءها. فبعد تداول مقطع لمرشح في إحدى الولايات الأمريكية وهو يسيءُ للقرآن الكريم عبر وضعه في فم تمثال على شكل خنزير، في مشهد أثار غضبًا واسعًا داخل الأوساط...

بمظاهرات غير مسبوقة.. سيردّ اليمنيون على جريمة الإساءة للقرآن الكريم

  في موقف يجسّد عمق الانتماء الإسلامي والغيرة على المقدسات، عبّر الشعب اليمني، بمختلف مكوناته القبلية والسياسية والاجتماعية، عن استنكاره الشديد وإدانته الكاملة للجريمة الشنيعة التي ارتُكبت في أمريكا، والمتمثلة في قيام أحد المرشحين الأمريكيين بوضع نسخة من القرآن الكريم داخل مجسم على هيئة خنازير، في اعتداء سافر على أقدس مقدسات المسلمين، وانتهاك صارخ لمشاعر أكثر من مليار ونصف مليار مسلم حول العالم. هذه الجريمة، التي تقف خلفها أيادٍ صهيوني...

الإساءة للقرآن الكريم.. بين حرية التعبير وخطاب الكراهية

  تُعد الإساءة إلى المقدسات الدينية، وعلى رأسها القرآن الكريم، سلوكًا مرفوضًا أخلاقيًّا وإنسانيًّا؛ لما تحمله من استفزاز لمشاعر أكثر من ملياري مسلم حول العالم.. وعقب بيان سيد القول والفعل، نظّم الشعب اليمني فعاليات عدة لإدانة التصريحات والتصرفات الصادرة عن المرشح الأمريكي، التي تضمنت إساءة صريحة وضمنية للقرآن الكريم؛ مما أثار موجة واسعة من الاستنكار والغضب لدى أبناء الشعب اليمني. ولأن القرآن الكريم ليس مُجَـرّد كتاب ديني فحسب، بل هو رم...

حين يحترق القرآن تسقُطُ الأقنعة وتتكشّف الحرب

  ما يجري من إحراق متعمد للقرآن الكريم ليس حادثة معزولة، ولا تصرفًا فرديًّا؛ إنه جريمة فظيعة، وعدوان سافر، وحرب مفتوحة على هُوية أُمَّـة وعلى كتاب الله المجيد، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد. إنَّ مَن يقدم على إحراق القرآن لا يفعل ذلك من فراغ، بل من حقد متراكم، وعداء متجذر، وكراهية معلنة للإسلام والمسلمين، وما يسمى بـ "حرية التعبير" لم يعد سوى ستار قبيح لشرعنة الإساءة وتبرير الجريمة، وتحويل ا...

عفّاش.. وثائق للخيانة بالصوت والصورة

  قبل أن تتكشَّف خيوطُ الخيانة في المواقف والتصريحات، يضع وثائقي "صفقة على حساب القضية" المشاهد أمام مستوى أعمق من الانحدار، مستوى تُختزل فيه السياسة إلى صفقة، وتتحوَّل فيه السيادة إلى رقم، ويُقاس فيه القرار الوطني بقيمة التحويل المالي. التسجيلات الصوتية التي عرضها الوثائقي لم تترك مساحة للشك؛ إذ وثَّقت مكالمة مسرَّبة بين علي عفاش وعبد الكريم الإرياني، يتحدث فيها بوضوح عن تفاصيل زيارته إلى السعوديّة ولقائه بـ عبد الله آل سعود...

النفاق.. الخطر الصامت الذي يهدم الإيمان ويفكّك المجتمعات من الداخل

  في كُـلّ عصر يتواجه فيه الحق مع الباطل، وتختل فيه الموازين، يبرز النفاق بوصفه أخطرَ الظواهر التي تصيب المجتمعات في صميمها.. فهو لا يأتي من خارج الصفوف، ولا يواجه الحق مواجهة صريحة، بل يتسلل من الداخل متخفّيًا بشعارات برَّاقة وأقنعة زائفة. لذلك لم يكن النفاق مُجَـرّد سلوك فردي عابر، بل حالة فكرية ونفسية واجتماعية قادرة على هدم الأمم من الداخل دون ضجيج، وهو ما جعله في ميزان القرآن أشد خطرًا من الكُفر المعلَن؛ لأن الكافر معروف بعداوته، ...