أعراض وطرائق الوقاية من وباء الكوليرا
موقع أنصار الله || صحة وطب || متابعات الكوليرا، وتعرف أحيانًا باسم الكوليرا الآسيوية أو الكوليرا الوبائية، هي من الأمراض المعوية المعدية التي تُسببها سلالات جرثوم ضمة الكوليرا المنتجة للذيفان المعوي.
وتنتقل الجرثومة إلى البشر عن طريق تناول طعام أو شرب مياه ملوثة ببكتيريا ضمة الكوليرا من مرضى كوليرا آخرين , ولقد كان يُفترض لفترة طويلة أن الإنسان هو المستودع الرئيسي للكوليرا، ولكن تواجدت أدلة كثيرة على أن البيئات المائية يمكن أن تعمل كمستودعات للبكتيريا.
ويعد ضمة الكوليرا جرثوم سلبي الجرام ينتج ذيفان الكوليرا، وهو ذيفان معوي، يعمل على تبطين الأغشية المخاطية لـ الأمعاء الدقيقة، وهذه العملية هي المسؤولة عن السمة الأكثر بروزاً للمرض، الإسهال المستنزف , وفي أشكاله الأكثر حدة، الكوليرا هي واحدة من أسرع الأمراض القاتلة المعروفة، وقد ينخفض ضغط الدم في الشخص السليم إلى مستويات انخفاض الضغط في غضون ساعة من بداية ظهور أعراض المرض؛ وقد يموت المرضى المصابين في غضون ثلاث ساعات إذا لم يتم تقديم العلاج الطبي.
والكوليرا مرض يمكن علاجه بسهولة وفي الأغلب، فإن الإسراع في تناول أملاح الإمهاء الفموي لتعويض السوائل المفقودة يؤدي إلى الشفاء.
وفي الحالات الشديدة بوجه خاص يمكن أن يكون المطلوب هو إعطاء السوائل في الوريد من أجل إنقاذ حياة المريض ,غير أنه لو تركت الكوليرا بلا علاج فإنها سرعان ما تؤدي إلى الوفاة عقب ظهور الأعراض مباشرة.
ان الكثيرين ما يزالون يعدون الكوليرا تهديداً قاتلاً ومعدياً بدرجة عالية إذ يمكن انتشارها من خلال التجارة الدولية في الأغذية.
التشخيص
يتم التشخيص السريري في الحالات الوبائبة عن طريق أخذ تاريخ الأعراض من المريض وعن طريق فحص مختصر فقط , وعادة ما يبدأ العلاج مع أو قبل المصادقة على التحليل المختبري للعينات.
وتعد عينات البراز التي يتم جمعها في المرحلة المزمنة من المرض، قبل إعطاء المضادات الحيوية، هي العينات الأكثر افادة للتشخيص المعملي, فإذا اشتبه في وجود وباء الكوليرا، فيكون العامل المسبب الرئيسي للمرض هو ضمة الكوليراO1, إذا كانت ضمة الكوليرا O1 المصلية ليست معزولة، ينبغي للمختبر اختبار ضمة الكوليرا O139 .
ومع ذلك، إذا لم يكن أي من هذه الكائنات معزول، فمن الضروري أن ترسل عينات البراز إلى مختبر مرجعي, وينبغي الإبلاغ والتعامل مع الإصابة بفيروس ضمة الكوليرا O139 بالطريقة نفسها التي تسببها ضمة الكوليرا O1 . وهنا تكون الإشارة إلى داء الإسهال المرافق على أنه وباء الكوليرا، ويجب الإبلاغ عن حالة من حالات الكوليرا إلى السلطات المعنية بالصحة العامة.
الوقاية
تتألف تدابير الوقاية من الكوليرا غالباً من توفير المياه النظيفة وظروف الإصحاح الجيد للسكان الذين لم يتح لهم بعد الحصول على هذه الخدمات الأساسية.
ويعد التثقيف الصحي ونظافة الأغذية وجودتها من عوامل الوقاية الهامة أيضاً, وينبغي تذكير المجتمعات بإتباع الممارسات السلوكية الصحية الأساسية، كضرورة غسل اليدين بالصابون على نحو منتظم بعد الإبراز و قبل مسك الأطعمة أو تناولها، إضافة إلى إتباع الممارسات السليمة في تحضير الأطعمة وحفظها,وينبغي إشراك وسائل الإعلام الجيدة، مثل الإذاعة والتلفزيون والصحف، في نشر رسائل التثقيف الصحي, وينبغي للقيادات الاجتماعية والدينية أن تشارك أيضاً في حملات التوعية الاجتماعية.
إلى جانب ذلك، فإن تعزيز الترصد والإنذار المبكر يساعدان إلى حدّ بعيد في الكشف عن الحالات الأولى واتخاذ تدابير المكافحة, وعلى العكس، فمعالجة المجتمع على نحو روتيني بالمضادات الحيوية، أو الاستعمال الواسع لعناصر الوقاية الكيميائية لا يؤثر في كبح انتشار الكوليرا، وقد يؤدي إلى آثار معاكسة من خلال تزايد مقاومة مضادات الميكروبات ومنح شعور كاذب بالأمان.
العلاج
ـ أهم بنود علاج مرض الكوليرا هو تعويض الماء والأملاح المستنزفة من الجسم والمؤدية إلى حدوث الجفاف وقصور الدورة الدموية.
ـ يوجد مرحلتان من العلاج:
أ ـ مرحلة العلاج الأولى:
والغرض منها إنهاء وزوال حالة الجفاف على وجه السرعة.
أولاً: البالغين أو الأطفال أكثر من 5 سنوات أو 20 كيلوغرام وزن.
ـ يعطى المريض محلول ملح ثم محلول 6 / 1 ملار لأكتات الصوديوم بنسبة 2 / 1 حقناً بالوريد وإذا تعذر العثور على وريد بسبب هبوط الدورة الدموية فيعمل فتحة على وريد.
ـ يعطى اللتر الأول من المحاليل في مدة ربع ساعة، واللتر الثاني في مدة نصف إلى ثلاث أرباع الساعة ويستمر إعطاء المحاليل حتى زوال أعراض الجفاف وهي:
– امتلاء النبض وانخفاض سرعته إلى أقل من 100 في الدقيقة.
– ارتفاع ضغط الدم إلى المستوى الطبيعي.
– عودة مرونة الجلد إلى حالتها الطبيعية.
– عودة إفراز البول إلى حالته الطبيعية.
– وضع المريض تحت الملاحظة وتقدر كمية ما يفقده من سوائل سواء براز ـ قيء ـ بول كل 8 ساعات وتعوض بالمحاليل مضافاً إليها نصف لتر نتيجة العرق.
– يعطى المريض محلولاً ضد الجفاف بالفم بقدر استطاعة المريض والذي يتكون من: نحو2.5 جرام كلوريد الصوديوم ,ونحو 2.5 بيكربونات الصوديوم. ونحو21.6 جرام جلوكوز. ونحو1 لتر ماء.
ـ ولقد قيل قديمًا ماء اللفت علاجه لأن ماء اللفت يحتوى على نسبة كبيرة من كلوريد الصوديوم.
الأطفال أقل من 5 سنوات أو 20 جرام وزن:
يعطى المريض المحاليل السابقة في الوريد ويستحسن أن تكون في فروة الرأس وبإبرة بولتين ,ويراعى تقدير كمية المحاليل بنفس النسب السابقة ويأخذ في نظر الاعتبار شدة حالة المريض:
ـ حالة بسيطة كجفاف بسيط والطفل متنبه ويعطى الطفل كمية من المحاليل تعادل لتر إلى واحد ونصف لتر.
ـ حالة شديدة كجفاف شديد والطفل في غيبوبة ويعطى الطفل كمية من المحاليل تعادل لتراً إلى لترين.
ب ـ المرحلة العلاج الثانية:
ـ عند توقف القيء يعطى المريض البالغ 2 كبسولة تتراسيكلين والكبسولة 250 مل غرام كل 6 ساعات لمدة 5 أيام ويعطى الطفل ملعقة إلى ملعقتين شراب تتراسيكلين كل 6 ساعات حسب الوزن لمدة 5 أيام.
ـ ممنوع إعطاء عقاقير الإسهال المعتادة حيث أن إسهال الكوليرا سببه ميكروب الكوليرا ويزول بعلاج مرض الكوليرا.
ماذا يأكل مريض الكوليرا؟
ـ عند توقف القيء يتناول المريض أي كمية من المحاليل بالفم حتى تزول حالة الجفاف تماماً.
ـ بعد ذلك يسمح للمريض بتناول الغذاء الخفيف المكون من خبز وسوائل سكرية وبطاطا مسلوقة وأرز مسلوق وفول مدمس مهروس أو فول نابت مقشر وحساء الخضار لمدة يومين أو ثلاثة أيام ,ثم يسمح له بعد ذلك بإضافة قطعة من الدجاج أو اللحم بالتدريج حتى يستطيع تناول الغذاء العادي بعد أسبوع.
ما مضاعفات
مرض الكوليرا؟
ـ فشل وظائف الكلى ويبدأ بقلة إدرار البول ثم توقفه.
ـ أوزيما بالرئتين تحدث عادة بسبب إعطاء محاليل معوضة تم زيادتها في حالة المريض.
ـ شلل بالأمعاء خصوصاً في الأطفال.
ـ انسداد في الشريان التاجي خصوصاً في كبار السن.
طرق الوقاية من المرض
1- غسل اليدين جيداً بالماء والصابون وخاصة قبل إعداد الطعام وقبل الأكل وبعد العناية بشخص مصاب.
2- شرب المياه النظيفة بعد غليها أو تعقيمها بالكلور أو تنقيتها بالفلتر.
3- تخزين المياه بأوعية نظيفة وإغلاقها جيداً لمنع وصول الجراثيم والحشرات إليها.
4- غسل الخضروات والفاكهة قبل أكلها وطبخ الطعام جيداً قبل الأكل.