تفاصيل عملية “باب الأسباط” البطوليّة.. وتحذير من مخططات جديدة تستهدف الأقصى
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || الوقت التحليلي – تتوالى تداعيات عملية القدس البطوليّة التي أدّت إلى استشهاد ثلاثة شبان فلسطينيين ومقتل إثنين من عناصر الشرطة الإسرائيلية وإصابة آخر، حيث قررت السلطات الإسرائيلية إلغاء صلاة الجمعة، وذلك لأول مرة في تاريخ المسجد الأقصى منذ الاحتلال الإسرائيلي لمدينة القدس عام 1967.
وتأتي العملية في ظل الاقتحامات الإسرائيلية المتزايدة لساحات المسجد الأقصى، دون أي موقف عربي أو إسلامي يدافع عن حمى المسجد وباحاته، ليأتي الدفاع من أهل الداخل المحتل، حيث انطلق الشهداء الثلاثة من مدينة أم الفحم.
وقالت المتحدثة باسم الشرطة الاسرائيلية أن الشبان الفلسطينيين اطلقوا النار على افراد من الشرطة الاسرائيلية في باب الاسباط ، ما ادى الى اصابة ثلاثة منهم بجروح ، بينهم اثنان اصابتهما بالغة الخطورة، إلا أنهم قتلا في وقت لاحق، وفق الشرطة الإسرائيلية.
وافادت وكالة الانباء الفلسطينية أن الشرطة الاسرائيلية اعلنت منطقة المسجد الأقصى “منطقة عسكرية” يمنع بموجبها على المصلين دخوله اضافة الي البلدة القديمة.
والشهداء الثلاث من مدينة أم الفحم في منطقة المثلث الشمالي في عملية إطلاق النار. وعلم أن الشهداء هم كل من محمد أحمد محمد جبارين (29 عاما)، محمد حامد عبد اللطيف جبارين (19 عاما) ومحمد أحمد مفضل جبارين (19 عاما).
وكان الشهيد محمد حامد جبارين قد كتب قبل وقوع العملية بوقت قصير نصا فيسبوكيا عبر صفحته الشخصية، جاء فيه ‘وابتسامة الغد أجمل بإذن الله’، حيث أرفقه بصورة له مع الشهيد محمد أحمد جبارين داخل ساحات المسجد الأقصى.
نتنياهو يقرر اغلاق الأقصى وعدم تغيير الوضع القائم
بعد العملية، أجرى رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو مشاورات أمنية مع ما يسمى بوزير الامن الداخلي جلعاد أردان، ومع رئيس الشاباك ومفتش الشرطة ومنسق شؤون المناطق بولي موردخاي وقرروا، إغلاق المسجد الأقصى المبارك، وأن تقوم شرطة الاحتلال “الإسرائيلي” بعملية تمشيط وبحث للتأكد من عدم وجود أسلحه داخل الحرم القدسي والمسجد الأقصى.
وأوضح نتنياهو أن الوضع داخل المسجد الأقصى سيبقي عما هو عليه.
وقد طالب أعضاء كنيست وجمعيات يهودية متطرفة في أعقاب العملية أن يتم فتح المسجد الاقصي أمام اليهود المصلين ولكن تصريح نتنياهو يعتبر رفضا لمطلبهم بقوله الوضع سيبقي كما هو.
مفتي الديار المقدسة يدعو الجميع للنزول للصلاة ..ويتعرّض للاعتقال
على صعيد متّصل، وبعد قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إغلاق المسجد الأقصى في وجه المصلين اليوم الجمعة حتى إشعار آخر، دعا مفتي الديار المقدسة الشيخ محمد حسين جميع المقدسيين النزول لصلاة الجمعة ، وعدم تمرير سياسة العدو الإسرائيلي بمنع الصلاة في المسجد الأقصى المبارك.
وفي وقت لاحق من دعوةالشيخ حسين، تعرّض إلى الاعتقال من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
إلى ذلك، دعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الجماهير الفلسطينية للمشاركة الفاعلة في تظاهرة الغضب التي ستنظمها عقب صلاة الجمعة مباشرة في ساحة الشهيد أنور عزيز في معسكر جباليا شمال قطاع غزة، رفضاً لاقتحام الاحتلال للمسجد الأقصى وإغلاقه ومنع الصلاة فيه.
وأهابت الحركة بالمصلين في المساجد بالمشاركة في التظاهرة.
الفصائل تبارك العملية البطوليّة..وتحذيرات من تقسيم القدس
إلى ذلك، باركت الفصائل الفلسطينية العملية البطولية النوعية التي نفذها ثلاثة أبطال من بلدة أم الفحم داخل الأراضي المحتلة عام 1948 في باحات المسجد الأقصى المبارك، وقتلهم شرطيين “إسرائيليين” صباح اليوم الجمعة.
وأول الفصائل مباركة للعملية، كانت حركة الجهاد الإسلامي التي أكدت على أن هذه العملية بطولية وتأتي في سياق الدفاع عن الأقصى، وحذرت الاحتلال من مغبة استخدام اقتحاماته وعدوانه ذريعة لتقسيم الأقصى المبارك.
وأكدت أن إقدام قوات الاحتلال على اقتحام الأقصى الشريف في يوم الجمعة بمثابة تعدٍ خطير كان يجب أن يُجابه بقوة وبسالة حتى يفهم الاحتلال أن الأقصى خط أحمر.
وأبرقت الحركة التحية إلى المقدسيين المدافعين عن القدس والمرابطين في الأقصى.
الشعب الفلسطيني واحد
في ذات السياق، باركت حركة المقاومة الإسلامية حماس العملية ذاتها، وأبرقت التحية لأرواح الشهداء الثلاثة الذين قضوا في العملية، وأكدت أن هذه العملية تؤكد أن الشعب الفلسطيني واحد في الداخل المحتل والشتات والضفة وغزة والقدس.
وأوضح المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم، أن هذه العملية هي دليل على أن شعبنا بكل أطيافه مستعد لأن يفدي بدمائه الطاهرة المسجد الأقصى المبارك.
ووجه المتحدث باسم حماس، التحية لأهالي القدس المرابطين، مؤكداً أن صمودهم يرفع من قدر الامة وليس فلسطين فقط.
رد طبيعي على جرائم الاحتلال
من جهتها نعت كتائب المقاومة الوطنية -الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين -شهداء عملية القدس، وأكدت أن عملية القدس النوعية هي رد طبيعي على جرائم الاحتلال والاقتحامات الإسرائيلية المتواصلة للمسجد الأقصى.
وشددت الكتائب على أن عملية القدس النوعية هي دليل واضح على فشل منظومة الأمن الإسرائيلية، حيث أن العملية نفذت رغم إجراءات الاحتلال الإسرائيلي المشددة في شوارع وطرقات وأحياء القدس وباحات المسجد الأقصى.
شعلة المقاومة ستبقى ملتهبة ومضيئة
هذا واعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين العملية النوعية والجريئة ضد جنود الاحتلال في باحات المسجد الأقصى، تؤكد أن شعلة المقاومة ستبقى ملتهبة ومضيئة ولن تستطع إجراءات الاحتلال من قتل واعتقال وهدم بيوت ومصادرة أراضي واستهداف كوادر المقاومة أن تطفئها.
إصرار الشعب على تبني خيار الانتفاضة
هذا وباركت حركة المجاهدين الفلسطينية العملية البطولية، مؤكدة على صوابية نهج المقاومة والبندقية في دحر الاحتلال عن كافة أراضينا المحتلة.
وقال مؤمن عزيز الناطق باسم الحركة إن عملية اشتباك الاقصى تأتي في سياق إصرار شعبنا على تبني خيار الانتفاضة في وجه الاحتلال حتى استرداد كافة الحقوق، مؤكداً على استمرار انتفاضة القدس وحيوية شبابها المنتفضين وتجاوزهم كافة المؤامرات