المسيرة القرآنية
موقع أنصار الله || أدب وشعر || معاذ الجنيد
بخُطى العاديات كالرعد جاءوا
أطفأوا الشمس خلفهم وأضاءوا
صِفة الكهف ما أساءت إليهم
فمن الكهف يخرجُ الأنبياءُ
رتلوا للجهاد فاتحة الفـ
جر ، فالفتحُ موعِدٌ ولقاءُ
أسرجوا للضحى بروج المعالي
فالليالي تغابُنٌ ، وارتقاءُ
هُمْ كما الكون فبستِّ ليالٍ
خُلِقَ الكونُ أرضهُ والسماءُ
عبروا مثلهُ بستِّ حروبٍ
فُصِّلت من خلالها الأشياءُ
أربكوا العصرَ ، فالتكاثُرُ فيهم
ضاعَفَتهُ الدماءُ ، والشهداءُ
مُذ أطلَّ الحسين ماعون خيرٍ
وكنوحٍ أعانهُ البُسطاءُ
قمرٌ في معارج القَدْر يسمو
وإلى القُدس شَدَّهُ الإسراءُ
جاءَ من غافرٍ وهُودٍ ومن ما
ئدة الله يبرُزُ الأولياءُ
وبفرقان آل عمران أعلى
كل حقٍّ أوحاه عاشوراءُ
مُستعيداً هويّة الدين مِمّا
صنعتهُ الثقافةُ العمياءُ
ثورة الرفض رافقتهُ كإبرا
هيم نادى وقال إني براءُ
مُذ رأى المسلمين والأُمّةَ الجا
ثيةَ المُستبِدَّ فيها الشقاءُ
ورأى الإنشقاق في الصَّف داءً
ينخُر الدين ، فاعتراهُ حياءُ
أيعيش الإنسانُ بين شتاتٍ
ولدى النمل وحدةٌ وانتماءُ !؟
حُجراتُ الهدى بكفيه قامت
زُمرُ الحق رُكنها ، والبِناءُ
فتداعت قريش ، والرومُ ضجّت
وبدت من ملوكها البغضاءُ
أدركوا أنهُ سيُحيي شعوباً
وسيقوى بنهجه الضعفاءُ
وظّفوا كل هُمزةٍ يقتفيه
جيّشوا حقدهم ، وبالخزي باءوا
حشدوا الزيف في مجادلة الـ
حق ، والحق ساطعٌ وضَّاءُ
قيل عنهُ مُدّثِرٌ بالأماني
فمعانيه زُخرفٌ ، وادِّعاءُ
وحسينٌ مُزَّمِلٌ بعليٍّ
ومن المصطفى عليه رِداءُ
علَقُ البِدء في المسيرة منهُ
نفخةُ الروح ، نفسُها الزهراءُ
مَسَدٌ للمُطففين ، وحُكمٌ
قلمُ المُلك باسمهِ مَضَّاءُ
يوسفاً كان ، إنما الجُبُّ جرفٌ
حمَلَتُهُ إلى النبيِّ الدِلاءُ
ثم أضحى عزيز كل بلادٍ
كوثراً منهُ يستقي الشرفاءُ
فلَقَ الصبحَ للمسيرة تمضي
ودعاهُ لربِّهِ الإصطفاءُ
ملأَ الشرحُ صدرَهُ بيقينٍ
أنَّ هارونهُ عليها وِقاءُ
هوَ لقمان نبضها بيديهِ
تتسامى المسيرةُ العصماءُ
حاربوها مراحلاً ، وسنيناً
وحروب العِدا لها إحياءُ
فهيَ قارعةٌ على كل باغٍ
وهيَ غاشيةٌ لهم وبلاءُ
وعذابٌ كريح أحقاف عادٍ
الشياطين بعدها أشلاءُ
وهيَ مُمتَحِنةٌ بِبيّنة الأ
عراف في الناس سجدةٌ سِيماءُ
وهيَ كالتين كلما أحرقوها
تغلبُ النارَ روحُها الخضراءُ
كانَ نِمريُّها سحابة شعرٍ
أغدَقَت ، ثم أزهرَ الشعراءُ
وبإخلاص فِتية البذل سارت
صافاتُ السما لها رُفقاءُ
يبذلون النفوس في الله حباً
ما الذي أنت باذل يا عطاءُ ؟
فهمُ المؤمنون أنصار طه
ولشورى محمدٍ أُمنَاءُ
آمنوا إنما الشعار سلاحٌ
والمُعاداةُ صرخةٌ والولاءُ
جسدوا التوبةَ اعتقاداً بزلز
لة الله إن بغى الجبناءُ
كل حربٍ كوخزة النحل فيهم
فمعَ الوخز ، شهدها والشفاءُ
ناصروا فاطر السماوات لمَّا
بالطواغيت سبَّحَ العُملاءُ
رتّلوا (ص) صعدةً ، وصُعوداً
أطلقوا (ق) قاهِراً حين شاءوا
ومن الطارق اغتدى النجمُ فيهم
ثاقباً منهُ زُلزِلَ الأعداءُ
عبَسَ الكافرون لمّا رأوهُم
واستُفِزَّ المنافقون وساءوا
جمعةُ الحسم حاقةٌ ، وانفطارٌ
قَدَرٌ لاقتِلاعهم ، وقضاءُ
كشفت عن وجوه أحزاب نجدٍ
وتعرَّی الرِفاق والأدعياءُ
هيَ تحريم عودة الظلم مهما
حاربونا الطغاةُ ، والزعماءُ
فعلى منطق الهوان طلاقٌ
إنما العيش عزَّةٌ ، وإباءُ
بلَدٌ طيبٌ ، وشعبٌ عظيمٌ
يمنٌ منهُ تبدأ الأسماءُ
خابَ فيلُ الرياض بالحرب يرجو
أن يُذلَّ الجبابرُ العُظماءُ
إنّ تكوير هذه الشمس أدنى
من ثرانا وغزونا يا غُثاءُ
هدَّدونا بالذاريات فقامت
بيننا النازعاتُ والكبرياءُ
وكما الحشر والقيامة جاءت
داحسٌ ، والبسوس ، والغبراءُ
ولأنَّ الرحمن عُدّة شعبي
فالملايين كالدخان هَبَاءُ
نور يس عزةٌ ، وسلاحٌ
وتسابيح يونسٍ إعلاءُ
حمَّلوا العنكبوت أقوى سلاحٍ
كان أنفال جيشنا حين جاءوا
سابقتنا إليهم الجنُّ عزماً
فأُبيدَ الغزاةُ ، والحُلفاءُ
سبأٌ شعبها الحديدُ تحلّى
بصمودٍ رجالها ، والنساءُ
الصواريخ فوقنا مُرسلاتٌ
ولها نحنُ والجبالُ سواءُ
تتجلّى من كل أُمِّ شهيدٍ
أُمُّ موسى ، ومريمُ العذراءُ
قصص المعجزات ، شعبٌ تساوَت
شِدّةُ الحرب عندهُ والرخاءُ
يُصعَقُ الطُور من بسالة أرضي
وتُذَلُّ العواصفُ الهوجاءُ
حِكمةُ الله قلَّلتنا وفي الوا
قِعة اليوم أنَّنا الأقوياءُ
نبأُ النصر قد أطلَّ فذوقوا
خيبة العار أيها الطُلقاءُ
سوف نُنهي شروركم وسنبقى
لم يزل يا ثمود في الحِجر ماءُ
إنَّ شرَّ الدواب أنعام نجدٍ
وأظلَّ الورى هُمُ الأمراءُ
قسماً لن تُحرّرَ القُدس ما لم
تُذبح الآن بقرةٌ سوداءُ
هيَ حرثٌ للإحتلال ذلُولٌ
هيَ دِرعٌ لداعِشٍ وغِطاءُ
فاذبحوها لينجلي الليلُ عنكم
إنما الحج ثورةٌ وفداءُ
أيها العاصفون ، نحنُ انتصارٌ
أيها الزاحفون ، نحنُ بقاءُ