ربة الأرض المصون
موقع أنصار الله || أدب وشعر || إبراهيم يحيى الديلمي
وضعي الصامت تغيَّر صرت في وضع الكلام
حان ميعاد انسحابك قبل مايصحى السكون
فك عن صوتي قيودك لجل اقل تصريح هام
فالثرى فيني مشاعر والسما فيني شجون
بحرهن مرسى مسافر ما لأولهن ختام
هاتها يابوح وأسمع صوتها يا ميكرفون
هاتها مني قصيدة يا ظمأ صحو الغرام
دام ون الحب فيني ساقي أنفاس الجنون
اليمن فيها ربابة للرجا والإبتسام
شوفها بخدود قلبي دمع مجهول العيون
اليمن أول حبيبة تستحق الإهتمام
غاية أحلام المعالي واتساعات الفتون
الشوامخ هندمتها حصن مهيوب المقام
لو رفع رجله تهاوت تحتها كل الحصون
هي أجل لملم نداها نار وامطرها الغمام
فوق غازيها جنابي، وفوق حاميها مزون
لو دهمها الكرب يندم مايعود الا عظام
تنهشه ذرة حصاها، يزرطه حلق المنون
اليمن نقش السرايا فوق زند الإقتحام
بالدما، لاكنت كانت، كيفما كانت أكون
اليمن عمري الخيالي من ثلاثين الف عام
ما أظن الأرض تجهل عمر ربتها المصون
لو رنت للنجم قدم زهو تعظيمه وقام
حط مرقاها مكانه واحتواها في الجفون
اليمن طفلة قتيلة شفتها تحت الركام
بعد مقتلها تحايت واصبح المقتل بدون
رد من مترس عبوسه يطحن أنياب اللئام
يرمي أوهام الصحاري والخسارة للرهون
اليمن طفلة بريئة في قرار الإتهام
أدرجوها ظلم حطوها وليمة في الصحون
برروا فيها الجرايم واصبحت قوت الحطام
والأمم في الصمت تغرق عندها الطفلة تهون
ماكرة قانونها أعوج ما يحل الا الحرام
مايعض الا الضعيف إذا غزا جيب الزبون
ما اشتراها المال الا والضمير الحي نام
تخسئي يا الآدمية ذي اشتراها المجرمون
ذي تندد بالقتيل وتهدي القاتل سلام
وابن الإجرام الحقيقي عندها طيب حنون
عاد عصر الجاهلية بالكمال وبالتمام
عاد واهل العصر لا حسوا ولاهم يحزنون
عاد لكنا ضواري باندوس الإنهزام
بانسدد في المعارك للعدو كل الديون
بانقلد في النهاية نصرنا بأرفع وسام
عَمَّده ختم السيادة بالدما ياء، ميم، نون