المشكلة الرئيسة للشعب اليمني مع تحالف العدوان

في عدة مناسبات، يقدِّم السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي التشخيص الدقيق للمشكلة الرئيسة التي تواجه الشعب اليمني، حيث يؤكد في خطابة الذي القاه في مناسبة الذكرى السنوية للشهيد للعام 1444هـ، أن هناك مشكلتان أساسيتان على أساسهما يحارب تحالف العدوان الشعب اليمني المسلم، حيث يقول:

فيما يتعلق بما يعانيه شعبنا، والمشكلة الرئيسية لشعبنا كما قلنا في عدة مناسبات، وهذه مناسبة من المناسبات المهمة، التي ينبغي أيضاً فيها الحديث بوضوح عن حقيقة المشكلة للآخرين مع شعبنا، نحن قلنا مراراً وتكراراً: هناك مشكلتان أساسيتان، على أساسهما يحارب تحالف العدوان شعبنا العزيز، شعبنا اليمني المسلم”. 

وفيما يلي تفاصيل تلك المشكلتين:

التوجه التحرري لأحرار هذا الشعب:

وفقاً للتشخيص الدقيق الذي يقدِّمه السيد القائد للمشاكل الرئيسة التي تواجه الشعب اليمني، فإن المشكلة الأولى وتتمثل في التوجه التحرري لأحرار هذا الشعب، إذ إن الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني، وأدواتهم الإقليمية، من السعودي والإماراتي، يريدون أن يكون اليمن محتلاً، وخاضعاً بالمطلق لهم، ومستسلماً وخانعاً لهم، وأن تكون مصلحتهم  الاستعمارية هي الأساسس بعين الاعتبار قبل كل شيء في اليمن، يقول السيد القائد:

“الأولى: هو التوجه التحرري لأحرار هذا البلد، الذين يريدون لشعبهم، ولبلدهم، ولوطنهم، أن يكون بلداً حراً، عزيزاً، كريماً، مستقلاً، على أساسٍ من هويته الإيمانية وانتمائه للإسلام؛ لأن الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني، والكثير من الدول الأوروبية، وأدواتهم الإقليمية، السعودي والإمارات، كلهم يريدون اليمن أن يكون محتلاً، خاضعاً بالمطلق لهم، مستسلماً لهم، خانعاً لهم، وأن تكون مصلحتهم هي المأخوذة بعين الاعتبار قبل كل شيء في هذا البلد”. 

وخلاصة هذه المشكلة، أنهم يريدون يمناً محتلاً، خانعاً ومستسلماً لهم، وفاقداً للاستقلال والحرية، يتحكمون به كيفا يشائون في كل الأمور الصغيره والكبيره العسكرية والاقتصادية والسياسية والأمنية، حيث يريد الأمريكي والإسرائيلي أن يجعلوا لهم القواعد العسكرية في أي مكان استراتيجي في اليمن، وأن يسيطروا على منشآته الحيوية سيطرةً مباشرة، كذلك يريدون أن يكون الوضع السياسي في اليمن خاضعاً لهم، والتحكم في اختيار المسؤولين وأن يكون لهم أولاً حق الاختيار للمسؤولين بمن هو بمستوى رئيس، أو مستوى رئيس وزراء، أو وزير، وصولاً إلى مستوى مدير عام.

كما يريد الأمريكي والإسرائيلي أن تكون الثروات المملوكة لهذا الشعب من النفط، والغاز، وكل الثروات المهمة حصراً لهم، وألَّا يحصل الشعب إلَّا على الفتات اليسير من الثروات المملوكة له، ويبقى وضعه الاقتصادي والمعيشي مأزوماً للغاية، ويعاني أشد المعاناة.

ولا يريد الأمريكي والإسرائيلي أن يملك اليمن جيشاً وطنياً يحمي وطنه من الاحتلال الأجنبي، ويحقق لبلده الحرية، ويحمي سيادة واستقلال البلاد، بل يريدون مجاميع من المقاتلين المرتزقة المأجورين تحت أسماء وعناوين متعددة، يقاتلون تحت إمرة أدواتهم الإماراتيين والسعوديين، الذين يأتمرون في نفس من ضباط أمريكيين وإسرائيليين.

مستوى الموقف الخارجي:  

تتمثل المشكلة الثانية التي تواجه الشعب اليمني، وفقاً للتشخيص الدقيق الذي يقدِّمه السيد القائد في الموقف الخارجي الحر والشريف لليمن شعباً وقيادةً، حيث يريد الأعداء الخنوع لهم والتوجه وفق توجهاتهم في التطبيع مع العدو الإسرائيلي، ومعاداة الشعب الفلسطيني المظلوم، ومعاداة أحرار الأمة، يقول السيد القائد:

“على مستوى الموقف الخارجي: هم يريدون منا أن نتوجه توجهاتهم: أن نطبِّع مع إسرائيل، أن نعادي الشعب الفلسطيني، أن نعادي أحرار أمتنا، أن نعادي الجمهورية الإسلامية في إيران لغير أي سبب، لا حاربتنا، ولا اعتدت علينا، ولا فعلت بنا أي شيء، بل أعلنت موقفاً متميزاً عن كل الدول في التضامن مع شعبنا، في مناصرة شعبنا، هكذا أن نعادي؛ لأنهم يكرهون إيران؛ لأن إسرائيل وأمريكا تريد منهم ذلك، أن نعادي حزب الله، الذي وقف أشرف موقف في الوطن العربي معنا، أن نعادي أحرار العراق، ماذا فعلوا بنا حتى نعاديهم؟ هل هم الذين قصفونا بالطائرات في أسواقنا، وقتلوا الآلاف من أطفالنا ونسائنا، أم أنه تحالف العدوان الذي فعل ذلك؟ فالمشكلة معنا في هذين الأمرين”. 

أمور لا يمكن أن نتنازل عنها:

في مقابل ذلك التشخيص الذي يقدِّمه السيد القائد للمشاكل الرئيسة التي تواجه الشعب اليمني، فإن قائد الثورة يؤكد في الوقت نفسه على العديد من الأمور والثوابت التي لا يمكن التنازل عنها أبداً، حيث يؤكد أنه:

“على المستوى الوطني: نحن نصرُّ على التحرر، والاستقلال، والكرامة، والعزة لبلدنا؛ لأن هذا جزءٌ من ديننا، نحن قلنا مراراً وتكراراً: حريتنا جزءٌ أساسيٌ في ديننا، بل هي أول عنوان لديننا: حريتنا من هيمنة الطواغيت والظالمين والمستكبرين.  

على المستوى الإسلامي: نحن لن نعادي أي بلد إسلامي من أجل من أمريكا وإسرائيل، لن نعادي أي بلد إسلامي من أجل أمريكا وإسرائيل، لو فعل عملاؤهم ما فعلوا، لو قالوا ما قالوا، موقفنا مبدئي وواضح، وموقف عام تجاه أي بلد إسلامي، ليس فقط الجمهورية الإسلامية في إيران، أي بلد إسلامي، لسنا كالسعودي، ولسنا كالإماراتي، لسنا كآل خليفة في البحرين، نكون قد وطَّنا أنفسنا أن نتلقى التوجيهات من أمريكا: [عادوا أولئك، اقطعوا العلاقات مع أولئك، اتخذوا موقفاً ضد أولئك]، اتخذوا مواقف حتى ضد الفلسطينيين، صنَّفوا الحركات المجاهدة في فلسطين صنَّفوها بالإرهاب، كلٌّ من الإماراتي والسعودي وآل خليفة في البحرين، لماذا؟ وهي تتصدى لإسرائيل، المحتل لفلسطين بإجماع أهل الدنيا، فقالوا: [أنتم إرهابيون]، وسجنوا من حركة حماس في سجونهم بهذه التهمة، في الموقف من إسرائيل، باطل الباطل الواضح المكشوف، نحن على بصيرةٍ من أمرنا، وبيِّنةٍ في موقفنا، لسنا في موقفٍ ملتبس نتردد فيه، أو نضطرب”. 

ويؤكد السيد القائد تأكيداً جازما وحازماً أن: “الحرية أمر لا يمكن أن ندخله في مزاد المساومة، الكرامة والعزة أمر لا يمكن أن ندخله في مزاد المساومة، ولا وجود له عندنا نحن في قاموسنا السياسي؛ لأنه قاموس مبدئي، مبني على مبادئ، مبني على قيم، مبني على أساسٍ من ثقافتنا القرآنية”. 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا