الأمة الإسلامية بين الاستسلام والمقاومة

 

أمام التحديات المتعددة والهجمات الصهيونية الشاملة التي تستهدفنا في ديننا، في دنيانا، في كرامتنا، في حريتنا، في استقلالنا، وفي أمننا، تقف أمتنا اليوم أمام مفترق طرق حاسم.

فما هو الخيار الصحيح في مواجهة هذه الهجمات الشرسة والمتعددة الأوجه؟

 

الاستهداف الشامل للأمة الإسلامية:

الأمة الإسلامية تواجه استهدافا شاملا يعمل على زعزعة استقرارها وتدمير مقوماتها الأساسية. هذه الهجمات تأخذ أشكالاً متعددة وبوسائل متنوعة تتجاوز البعد العسكري التقليدي لتشمل جوانب اقتصادية، ثقافية، ودينية.

فعلى المستوى العسكري تتعرض العديد من الدول الإسلامية لعمليات عسكرية مباشرة، سواء عبر غزوات واحتلالات أو عبر تدخلات خارجية تساهم في إشعال الحروب الأهلية والنزاعات المسلحة، هذه الحملات العسكرية تسببت بتدمير البنية التحتية، وفقدان آلاف الأرواح، وتهجير السكان من منازلهم، مما خلق أزمات إنسانية حادة، وما يحدث في فلسطين وفي قطاع غزة اليوم ما هو إلا حلقة من سلسلة طويلة من الاستهداف العسكري لأمتنا، فقد استهدفت أفغانستان وباكستان والعراق وليبيا وسوريا والصومال والسودان واليمن.. وما زالت المؤامرات تحاك ضد من تبقى ..

أما على المستوى الاقتصادي فأعداء يعملون على بقاءنا شعوب أمتنا سوقا استهلاكية لمنتجاتهم ويفرضون علينا العقوبات والحصارات الاقتصادية التي تهدف إلى شل حركة الاقتصاد وتعطيل التنمية، كما سعى أعداء أمتنا من اليهود والنصارى إلى السيطرة على الموارد الطبيعية والثروات الباطنية للدول الإسلامية، مما أحرم أمتنا من الاستفادة الكاملة من ثرواتها، هذه السياسات أدت إلى ارتفاع معدلات البطالة، والفقر، وتدهور مستوى المعيشة للكثير من شعوب أمتنا…

وعلى المستوى الثقافي سعت القوى المعادية إلى طمس الهوية الثقافية للأمة الإسلامية من خلال نشر ثقافات وقيم غريبة تتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي وتقاليد المجتمع، عبر وسائل الإعلام المختلفة لنشر الأفكار والمفاهيم التي تسهم في إضعاف الروح المعنوية وزرع الفتن والانقسامات داخل المجتمع، من أشكال استهداف هويتنا هو ما تتعرض له اللغة العربية، لغة القرآن الكريم، لمحاولات تهميشها واستبدالها بلغات أخرى مما أضعف الصلة بين المسلمين وتراثهم الثقافي والديني.

إلى جانب الحرب الناعمة التي يشنها الأعداء لفصل الأمة عن هويتها وعن قيمها الإسلامية وتشويه صورة الإسلام والمسلمين من خلال نشر الأفكار المغلوطة والأخبار المزيفة والترويج لفهم مغلوط ومشوه للدين الإسلامي عبر تنظيمات متطرفة تنسب نفسها للإسلام، مما يؤدي إلى تشويه صورة الدين الحق في أعين العالم.   كما تتعرض الأماكن المقدسة والمساجد لاعتداءات ممنهجة تهدف إلى محو الرموز الدينية وتقويض الروحانية الإسلامية، وافراغ الشعائر الدينية من محتواها وفي مقدمة ذلك شعيرة الحج.. كما عملوا على ترويج الرموز الوهمية لتكن مثلا عليا للشباب الإسلامي بعيدا عن رموزهم العظماء فبدلا من تقديس نبي الإسلام وأعلام الدين الإسلامي العظماء يقدمون لهذه الأمة رموزا على شكل نجوم كرة قدم وممثلين ومغنيات ومغنين وما شابه.. إضافة إلى ما بات يعمل اليهود على ترويجه ونشره بكل الوسائل كجريمة الشذوذ والعياذ بالله لفصل الناس عن تعاليم الله سبحانه وتعالى واتباع السلوك الشيطاني المنحرف..

إن من أعظم مصائب أمتنا أن يتمكن الغرب من زرع الغدة السرطانية المسماة بـ (إسرائيل) في جسد الأمة، وأن ينجح هؤلاء اليهود في دفع الدول الغربية المتنفذة لتوظيف كل جهودها لخدمة هذا الكيان الغاصب الذي يحتل ويدمر ويدنس ويقتل ويقترف الجرائم بدون حسيب أو رقيب، متحديًا كل القوانين والأعراف الدولية. هذا الكيان يمارس القتل بحق قادة الأمة العظماء واغتيال كوادرها على كل المستويات العلمية والجهادية والثقافية والعسكرية.

للأسف، لقد سعى هذا الكيان الشيطاني إلى شراء أغلب الأنظمة العربية وتوظيف كل إمكانياتها لخدمته، وعلى كل المستويات: ماليًا، إعلاميًا، لوجستيًا، وحتى عسكريًا، كما نراه اليوم ظاهرًا في سلوك الأنظمة العربية الخائنة تجاه القضية الفلسطينية وتجاه شعوبها التي تئن تحت وطأة الظلم والاستبداد. هذه الأنظمة باتت تسير في ركاب المخططات الصهيونية، مستغلة مواردها وثرواتها لدعم هذا الكيان بدلاً من الدفاع عن حقوق الأمة ومصالحها.

في ظل هذه الهجمات الشاملة، تجد الأمة الإسلامية نفسها أمام تحديات جسيمة تستدعي التكاتف والوحدة لمواجهتها. السؤال المطروح أمام الجميع هو: هل الحل يكمن في الاستسلام والخضوع لهذه الهجمات، أم في المقاومة والصمود للحفاظ على الهوية والكرامة والاستقلال؟.

هل السكوت والتطبيع مع العدو هو الحل؟

يعتقد البعض أن الصمت والتعايش مع العدو الإجرامي لأمتنا قد يكون حلاً، وأن عدم المواجهة قد يؤدي إلى تقليل التوترات والاعتداءات. ولكن هل هذا الخيار يستند إلى أسس قوية؟ في الواقع، هذا الخيار يتنافى مع تعاليم الإسلام ولا يتماشى مع الفطرة البشرية السليمة، ولا يعبر عن أي حكمة. بل يعكس روحًا انهزامية واستسلامية، ويشجع العدو على التمادي أكثر.

فالعدو الصهيوني لم يقبل بكل المبادرات ولا بكل التنازلات، وما زال طامعًا ليس فقط في السيطرة على فلسطين كلها، بل في السيطرة على المنطقة بأكملها من البحر إلى النهر، ويوظف كل جهوده وإمكاناته لتحقيق هذه الأمنية، مسوقًا إياها على أنها وعد إلهي لهم.

من دلائل ذلك ما يقوم به العدو من حرب إبادة ضد الشجر والبشر والحجر في قطاع غزة، رغم أن أغلب الدول العربية أعلنت الخضوع لهذا الكيان المغتصب والتطبيع معه. بل رأينا من يعمل على التصدي للمسيرات والصواريخ التي تنطلق من اليمن والعراق وإيران قبل أن تصل إلى أهدافها، ضمن عملية إسناد أبناء غزة وضمن الرد على جرائم العدو.

هذه المواقف المشينة التي تقوم بها بعض الدول العربية لم تشفع لهم عند هؤلاء اليهود، ولم يقدروا هذه المواقف، ولم يعملوا على إيقاف قتل الأطفال والنساء وتدمير كل شيء في غزة، بل تمادوا أكثر واحتلوا مناطق جديدة كان محظورًا دخولها، ومنها ما يسمى محور فيلادلفيا بين مصر وفلسطين.

لقد تنازل العرب كثيرا منذ بداية احتلال فلسطين وجندت أغلب الأنظمة العربية نفسها لخدمة اليهود ولكن في المقابل زاد العدو بطشا وإجراما وطمعا وتحديا وزادت وتيرة الاستيطان ومصادرة الأرض وتدنيس المقدسات وانتهاك الأعراض، إن القرآن الكريم يؤكد أن هؤلاء أعداء، يحملون حقدا شديدا علينا ولا يودون لنا أي خير وأن الطريقة المناسبة للتعامل معهم وفق هذه القاعدة القرآنية وأن السكوت والتنازلات التي يقدمها العرب والمسلمين ليست هي الحل..

يقول الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه”: “قد نتوقع ببساطة تفكيرنا أنه إذا سكتنا أفضل، نسكت قد نتوقع أنهم سيسكتون. لا، السكوت سيدفعهم إلى أن يعملوا للحصول على تنازلات كثيرة أخرى، ويعملوا ليصلوا إلى ضرب أشياء أخرى. لن يسكتوا، يجب أن نفهم هذا، لن يسكتوا، ولن يتوقفوا إلا متى ما تحركنا نحن وصرخنا في وجوههم”. هذه الكلمات تبرز الحقيقة المرة؛ السكوت لن يجلب السلام، بل سيزيد من طمع الأعداء ويشجعهم على تنفيذ المزيد من الجرائم.

 

السكوت والتطبيع يتنافي مع الخطاب القرآني:

القرآن الكريم هو كتاب الله ورسالة رسول الله وكل مسلم معني باتباعه وتطبيق كل ما ورد فيه من أوامر ونواهي وقيم ومبادئ فإذا عدنا إلى رغبة الأنظمة العربية في التعايش مع عدو مجرم وغض الطرف عما يقوم به من تنكيل بالشعب الفلسطيني الأعزل وقتل حتى الأطفال الخدج ويمارس أبشع الجرائم متجاوزا كل الخطوط الحمراء، ومتحديا كل الأعراف التي اتفقت على احترامها كل دول العالم لأن هذا العدو يرى نفسه أرقى من البشر وأنهم خلقوا لخدمته، وهم مجرد حيوانات فإن للقرآن الكريم خطابا يتناقض مع هذه الرؤية فالقرآن يصنف هذه الطائفة اليهودية الشيطانية على أنهم أعداء يجب مواجهتهم، والتصدي لإجرامهم وفسادهم ويدعو إلى الجهاد، التضحية، الاستبسال، وإنفاق الأموال في سبيل الحق، وفي سبيل الدفاع عن المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذي يذبحهم هذا العدو ويمزق أجسادهم بقنابله وصواريخه وقذائفه ولو كان السكوت من ذهب كما يعتقد البعض، لما تحدث القرآن عن تقديس الجهاد وتكريم المجاهدين وذم المتخاذلين والمنافقين والمثبطين والساكتين..

إن الجهاد والمقاومة هما السبيل الصحيح للحفاظ على الدين والكرامة، وإن الصمت في مرحلة كهذه لا قيمة له، لا قيمة له إلا الخسارة في الأخير، لا قيمة له إلا التضحية بالدين والكرامة والعزة، لا قيمة له إلا الإهانة.

علينا أن نبحث عن سبل السلام من خلال القرآن الكريم، الذي لا مجال للصمت والجمود ولا مكان للسكوت والجمود بين صدور آياته الكريمة، وحينئذٍ عندما نتحرك على هذا الأساس  ونتحدث دائماً، ونوعّي أنفسنا بل أئمة مساجدنا عليهم أن يرددوا الآيات القرآنية في الصلاة، تلك الآيات التي تتحدث عن اليهود والنصارى، نذكر أنفسنا من جديد بخطورتهم.

إن القرآن الكريم  يؤكد أن اليهود هم الأعداء التاريخيون لهذه الأمة من ذلك الزمن وربما إلى آخر أيام الدنيا، وقد أعطانا الكثير الكثير من الهدى في سبيل كيف نواجههم، وأعطانا ما يجعلنا حكماء في مواجهتهم، وما يجعلنا أيضاً من يحول كيدهم وخبثهم إلى شيء لا أساس له ولا أثر له، إلى من يحوله إلى هباء منثور {فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً}(النساء: من الآية76).

 

أثمان باهظة تدفعها الأمة نتيجة سياسية التنازلات والاستسلام:

إن التنازلات التي قدمتها الأنظمة العربية في محاولة التعايش مع هذه الغدة السرطانية لم تشفع لها وكل ما قدم العرب من تنازلات كلما تمادى العدو أكثر وأن الصمت والسكوت أمام جرائم الاحتلال من قبل الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية فهمه العدو على أنه استسلام تام، كما عكست حالة الضعف العربي والإسلامي على المستوى السياسي والاقتصادي أمام دول  العالم شكل ذلك مطمعا للدول الاستعمارية في المقدمة أمريكا التي يسيطر عليها اليهود والتي تعتبر إسرائيل خط أحمر يجب أن تدافع عنها مهما كان حجم الإجرام الإسرائيلي تظل الإدارة الأمريكية ملتزمة بحمايتها على كل المستويات غير مبالية بالدماء العربية التي تسفك ولا بالمقدسات التي تدنس ولا بالأراضي التي تغتصب كل ذلك مشروع ما دام ومن يقوم به هي إسرائيل.

لقد فرطت الأنظمة العربية كثيرا حيال تعاملها مع عدو الأمة التاريخي وكان بالإمكان القضاء عليه قبل أن يحتل كل الأراضي الفلسطينية وقبل أن يتمكن من السيطرة على الدول الغربية وتجييشها لحمايته وقبل أن يتمكن من تحويل بعض الأنظمة العربية إلى عملاء وجواسيس وبدلاً من الوصول إلى اليوم الذي يبحثون فيه عن السلام من أمريكا، ويبحثون عن السلام من روسيا، يـبحثون عن السلام من بلدان أوروبا، بل يـبحثون عن السلام من إسرائيل نفسها، لأنهم جهلوا بأن السلام لا يتحقق لك إلا إذا كانوا في موقف عزة وقوة ومكانة، أما أن يبحثون عن السلام وهم تحت، فما هو إلا استسلام، لأنهم في الواقع تحت رحمة عدوهم، بإمكانه أن يضربهم في أي وقت، بإمكانه أن يختلق لهم مشكلة ما مع أي بلد آخر فتدخل في حرب مع ذلك البلد كما رأينا، كيف تدخلت الكثير من الأنظمة العربية في العدوان على العراق وعلى سوريا وعلى اليمن ولما كان العدوان الصهيوني الأكثر إجراما على قطاع غزة صمتت هذه الأنظمة بل ساندت العدو الصهيوني عملت له جسر بري بعد أن تمكن اليمن من منع سفنه من المرور بالبحر الأحمر.

 

إن الثمن الذي دفعته الأمة نتيجة تخاذل هذه الأنظمة كان كبيرا جدًا على كافة المستويات ولقد تمادى العدو الصهيوني كثيرا ونفذا الكثيرمن الاعتداءات ضد الشعب الفلسطيني وضد لبنان وضد كل الدول العربية والإسلامية وقام باغتيال عباقرة العرب والمسلمين في العلوم وفي السياسية وفي ميادين الجهاد واليكم قائمة بسيطة من ممارساته العدوانية ضد العرب والمسلمين من خلال فقط بعضا من عمليات الاغتيال التي نفذها ضد قيادات عربية وإسلامية بارزة سياسيا وعسكريا وعلميا:

 

يحيى المشد (1980):

  • عالم نووي مصري، كان يعمل في برنامج العراق النووي. اغتيل في باريس، فرنسا، ونُسبت عملية اغتياله إلى الموساد الإسرائيلي.

– جمال حمدان (1928- 1993):

مؤرخ مصري، اغتيل في 1993، اغتيل بعملية مدبرة بعد تأليفه كتب منها “اليهود والصهيونية وبنو إسرائيل”.

– سمير نجيب:

عالم ذرة مصري، وأستاذ في جامعة ديترويت بالولايات المتحدة الأمريكية، اغتيل في 1967، عندما قرر العودة إلى بلاده بعد حرب 1967 بين مصر وإسرائيل.

– سلوى حبيب:

الدكتورة سلوى حبيب أستاذة بمعهد الدراسات الإفريقية ترجح أن كتابها الأخير “التغلغل الصهيوني في إفريقيا” والذي كان بصدد النشر، كان سببا كافيا لقتلها ذبحا في شقتها بمصر، ، ولم تتمكن التحقيقات الأمنية من الوصول إلى قاتليها، لكن أصابع الاتهام وجهت إلى الموساد الإسرائيلي مجددا.

– رمال حسن رمال (1951-1991):

عالم اللبناني رمال حسن رمال، قتل في مختبر للأبحاث في فرنسا، لازالت إلى اليوم لغزا محيرا، فمجلة “لو بوان” الفرنسية وصفته بأنه “أحد أهم علماء العصر في مجال الفيزياء”.

– نبيل فليفل:

وهو عالم فلسطيني من مخيم الأمعري، بالقرب من مدينة رام الله، في الضفة الغربية، درس الطبيعة النووية ولم يتجاوز 30 سنة من عمره. رفض كل العروض التي انهالت عليه للعمل في الخارج. وفجأة اختفى الدكتور نبيل، ثم عثر على جثته، في منطقة “بيت عور”، غربي رام الله، في 28 آبريل/ نيسان 1984، ولم تقم السلطات الإسرائيلية بالتحقيق في مقتله.

– إبراهيم الظاهر:

عالم ذرة عراقي، حاصل على دكتوراه في هذا الاختصاص من إحدى الجامعات الكندية، عاد إلى العراق بعد سقوط نظام صدام حسين في 2003، واشتغل أستاذا بجامعة ديالي، وعضوا بالمجلس البلدي للمحافظة، وفي 22 ديسمبر/كانون الأول 2004، بمدينة بعقوبة، أطلق عليه مسلحون مجهولون، كانوا داخل سيارة أجرة، النار عليه داخل سيارته، فسقطت في “نهر سارية”، ولما أخرجه الناس من النهر وجدوه فارق الحياة.

ـ جاسم الذهبي:

بروفسور وعميد كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة بغداد، والذي اغتيل وزوجته وابنه في مدخل الكلية في 02 نوفمبر/ تشرين الثاني 2006، حيث أطلق قتلة محترفون الرصاص عليه، فأردوه قتيلا، وتم توجيه الاتهامات ضد مجهول.

علماء الذرة العراقيين (2003-2011):

– بعد الغزو الأمريكي للعراق، شهد العراق موجة اغتيالات استهدفت العلماء العراقيين بشكل عام وعلماء الذرة بشكل خاص. العديد من هذه العمليات نُسبت إلى إسرائيل، حيث كان الهدف منها منع العراق من استعادة قدراته العلمية والنووية.

 

اغتيالات العلماء الإيرانيين

  1. مسعود علي محمدي (2010):

– عالم نووي إيراني، اغتيل بانفجار دراجة نارية مفخخة في طهران.

  1. مجيد شهرياري (2010):

– عالم نووي إيراني، اغتيل بانفجار قنبلة ألصقت بسيارته في طهران.

  1. داريوش رضائي نجاد (2011):

– عالم نووي إيراني، اغتيل بإطلاق نار من قبل مسلحين في طهران.

  1. مصطفى أحمدي روشن (2012):

– عالم نووي إيراني، اغتيل بانفجار قنبلة ألصقت بسيارته في طهران.

  1. محسن فخري زاده (2020):

– عالم نووي بارز، اغتيل بإطلاق نار في أبسرد، قرب طهران.

 

أما عن قادة المقاومة التي تم اغتيالهم فقد قامت إسرائيل باغتيال كلاً من:

أولا المقاومة الإسلامية في لبنان (حزب الله):

  1. عباس الموسوي (1992):

– الأمين العام لحزب الله، اغتيل في هجوم صاروخي إسرائيلي في جنوب لبنان.

  1. عماد مغنية (2008):

– قائد عسكري بارز في حزب الله، اغتيل في دمشق، سوريا، بانفجار سيارة مفخخة.

  1. حسان اللقيس (2013):

– قائد في حزب الله، اغتيل بالقرب من منزله في الضاحية الجنوبية لبيروت.

  1. سمير القنطار (2015):

– عضو في حزب الله، اغتيل في غارة إسرائيلية في جرمانا، سوريا.

  1. مصطفى بدر الدين (2016):

– قائد عسكري في حزب الله، اغتيل في انفجار كبير بالقرب من مطار دمشق الدولي.

وعدداً من القادة خلال عملية طوفان الأقصى كان أبرزهم القيادي الكبير فؤاد علي شكر (السيد محسن).

 

ثانيا المقاومة الفلسطينية:

أبرز من اغتالهم العدو من المقاومة الفلسطينية ما يلي:

  1. يحيى عياش (1996):

– مهندس في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اغتيل بانفجار هاتف محمول مفخخ.

  1. فتحي الشقاقي (1995):

– مؤسس حركة الجهاد الإسلامي، اغتيل بإطلاق نار في مالطا.

أ حمد ياسين (2004):

  • مؤسس حركة حماس، اغتيل في غارة جوية إسرائيلية بعد خروجه من صلاة الفجر في مدينة غزة.

عبد العزيز الرنتيسي (2004):

  • قيادي في حركة حماس، اغتيل في غارة جوية إسرائيلية بعد وقت قصير من اغتيال أحمد ياسين في مدينة غزة.
  1. محمد الزواري (2016):

– مهندس طيران تونسي يعمل لصالح كتائب القسام، اغتيل بإطلاق نار في صفاقس، تونس.

  1. فادي البطش (2018):

– مهندس وعالم فلسطيني، اغتيل بإطلاق نار في كوالالمبور، ماليزيا.

  1. محمود المبحوح (2010):

– أحد قادة كتائب القسام التابعة لحركة حماس، اغتيل في دبي، الإمارات العربية المتحدة، حيث وُجد مقتولاً في غرفته بأحد الفنادق. العملية نُسبت إلى الموساد الإسرائيلي.

  1. صالح العاروري:(19 أغسطس 1966 – 2 يناير 2024)

– أحد قادة حماس، تعرض لمحاولات اغتيال متعددة من قبل إسرائيل. تم استهدافه مؤخرا في بيروت بتاريخ 2 يناير 2024

 

كذلك كان من أبرز الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل وأمريكا اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني والقيادي العراقي في الحشد الشعبي المهندس إضافة إلى العشرات من القادة الإيرانيين في سوريا داخل إيران..

والخلاصة فمنذ قيام إسرائيل وحتى اليوم، قامت بتنفيذ سلسلة من الاغتيالات التي استهدفت قادة وعلماء من حزب الله وإيران والعالم العربي. تهدف هذه الاغتيالات إلى تقويض قدرات المقاومة وإضعاف الروح المعنوية للأمة. إن هذه الأعمال تعكس الطبيعة العدوانية للكيان الإسرائيلي وتستدعي من الأمة الإسلامية والعربية الوقوف معًا لمواجهة هذا التحدي وحماية حقوقها وسيادتها.

في هذا السياق، أصبح من الضروري على الأمة الإسلامية أن تستفيق من غفوتها وتدرك حجم المؤامرة التي تحاك ضدها. يجب أن تتحد صفوفها وتتعاون شعوبها وحكوماتها في مواجهة هذا الكيان الغاصب، والعمل على تحرير الأرض واستعادة الكرامة والسيادة. هذا يتطلب بناء وعي جمعي يستند إلى المبادئ الإسلامية والقيم الوطنية، وتعزيز القدرات الذاتية في المجالات كافة، والاستفادة من التجارب التاريخية في مقاومة الاحتلال والظلم.

إضافةً إلى ذلك، ينبغي على الأمة الإسلامية أن تسعى لتعزيز علاقاتها الدولية واستثمار ثقلها الديمغرافي والجغرافي والسياسي لتحقيق مصالحها والدفاع عن قضاياها العادلة. لا بد من إعادة صياغة السياسات الداخلية والخارجية بما يتوافق مع مصلحة الأمة ومستقبلها، والتخلص من التبعية للقوى الخارجية التي لا ترى في الأمة إلا مصدراً للموارد والمصالح.

في الختام، يتوجب على كل فرد في الأمة الإسلامية أن يتحمل مسؤوليته في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخها، وأن يعمل بجد وإخلاص لمواجهة التحديات والمخاطر التي تتهددها، حتى تتمكن الأمة من استعادة مكانتها ودورها الريادي في العالم.

 

 

قد يعجبك ايضا