الإسلام دين وعي ونور وبصيرة

من المعالم الرئيسية في الإسلام: أن الإسلام دين وعي ونور وبصيرة، يحرر الإنسان من التبعية الفكرية للمفاهيم الضلالية الشيطانية والطاغوتية، ويمنح الإنسان الرؤية الصحيحة، والفهم الصحيح، والنظرة الصحيحة إلى الواقع من حوله، وهذه مسألة مهمة جدًّا، ولا تؤخذ بعين الاعتبار بشكلٍ بارز في كثيرٍ مما يُقدَّم من عناوين في الساحة الإسلامية، وهي من أهم المسائل على الإطلاق، والذي يتأمل في واقع أمتنا يجد أنها لا تفتقر إلى شيء مثلما هي مفتقرة إلى الوعي، إلى البصيرة، إلى النور، يستخدم الأعداء بكل أشكالهم من خارج الأمة ومن داخل الأمة، كل القوى الظلامية هي تقدِّم مفاهيم ظلامية، نشاط هائل تحت العنوان: الفكري، والتثقيفي، والتعليمي، والإعلامي، والتأثير على الرأي العام، تأثير على المفاهيم، على الأفكار، على التصورات، على النظرة إلى الواقع، ويمثِّل ذلك عاملًا سيئًا وخطيرًا جدًّا كبَّل الأمة، وطوعها لأعدائها، وأثَّر عليها، وحال بين الكثير من أبنائها وبين أن يبصروا، أن يعوا، أن يفهموا الأمور بشكل صحيح، وأمكن الأعداء أن يستغلوهم أسوء حالةٍ من الاستغلال.

الإسلام، يقول الله عن قرآنه، عن نوره، عن هديه: {أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَ }[الأنعام: من الآية122]، الحالة مختلفة، نور الإسلام هو نور لحركتك في الحياة، لمواقفك، لاتجاهاتك، لأعمالك، لتصرفاتك، تبنى على أساس تلك التعليمات، وتلك الحقائق، وتلك البصائر التي يقدِّمها الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” لعباده؛ فينظرون نظرة صحيحة، ونظرة سليمة، ونظرة مستقيمة.

في العهد الجاهلي الأول، ما قبل بعثة الرسول محمد “صَلَواتُ اللهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه” كان هناك في الساحة كثير من المفاهيم الخاطئة والظلامية تسيطر على تفكير الناس، على نظرتهم في كبير المسائل وصغيرها، من مسألة التوحيد والألوهية إلى أبسط القضايا، وكانت تلك المفاهيم تُقدَّم كحقائق يخدع بها الناس، تُقدَّم للناس على أنها الحق والحقيقة، ويُصدِّق البعض من الناس ذلك، ولكن نور الإسلام أتى لينقذ الناس من ذلك أولًا، الله يقول: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ}، يخاطب الرسول “صَلَواتُ اللهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه” {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}[إبراهيم: من الآية1]، يقول الله: {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}[الحديد: من الآية9].

الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام

 

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

المحاضرة الأولى من محاضرات الهجرة النبوية 1440 هـ

 

قد يعجبك ايضا