هل يُغلق اليمنيون باب المندب؟

||صحافة||

الفزعة اليمنية تجاه فلسطين تكاد تكون أكثر التحرّكات تأثيرًا في المعركة المفتوحة مع العدو الصهيوني منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. بعد ضربة إيلات والصوايخ الباليستية اليمنية التي دكّت مواقع العدو، مُعادلةٌ جديدة تُرسم في البحر الأحمر وباب المندب كرمى لفلسطين وشهدائها، تحقيقًا لوعد صادق أطلقه قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي باستهداف المصالح البحرية الاسرائيلية.

ما هو سقف الحِراك العسكري اليمني اليوم؟ وماذا بعد إنجاز أسْر السفينة الاسرائيلية؟ وما هي حدود جبهة البحر؟ نائب رئيس الهيئة الإعلامية لحركة “أنصار الله” ورئيس مجلس إدارة وكالة “سبأ” للأنباء نصر الدين عامر يتحدّث لموقع “العهد” الإخباري عن تداعيات العمليات اليمنية المُساندة لقطاع غزة وأهلها ومُقاومتها، فيقول إن “المُشاركة اليمنية في “طوفان الأقصى” تضع لها هدفيْن هما أن تنتصر المقاومة الفلسطينية وأن يتوقّف العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وفي سبيل ذلك تقوم القوات اليمنية المسلّحة بكلّ ما يمكن، وما هو أبعد ممّا يتصوّره العدو الصهيوني أو الأمريكي”.

ويؤكد عامر أن “حركة أنصار الله لديها القدرة على التأثير واستخدام عناصر القوة في سياق تحقيق هذيْن الهدفيْن”.

بحسب عامر، لا شكّ أن هناك اتصالات مستمرة لمتابعة ارتدادات عملية اقتياد السفينة، غير أننا لا نجني أيّة ثمار لنُدير المفاوضات بشكل مباشر، فما تحصل عليه المقاومة الفلسطينية من انتصار أو مكاسب هو ما نريده، وليس لدينا مكاسب منفصلة عن مكاسبها.

وإذ يُشدّد على “أننا نضغط من أجل أيّ مكسب يتحقّق لناحية انتزاع هُدن أو تبادل أسرى في غزة”، يُشير عامر الى أنه “ليس لدينا رغبة في أن يكون لدينا تفاوض مستقلّ أو مطالب مستقلة عن المقاومة الفلسطينية”.

ويُبيّن أن “التنسيق عبر غرفة عمليات محور المقاومة  قائم منذ اللحظة الأولى وبالكامل”، ويلفت الى أن “كلّ ما تحقّقه القوات المسلّحة اليمنية يصبّ في مصلحة المقاومة الفلسطينية وخدمتها”.

ويوضح أن “معادلة إغلاق البحر الأحمر وباب المندب لا تستهدف سوى السُفن المرتبطة بالصهاينة والمؤجّرة منهم، وهي قد تتطوّر بناءً على التطوّرات في قطاع غزة وردة فعل الأعداء إذا ما ارتبكوا أيّة حماقة”، وهنا لا يستبعد أن يُغلق الممرّ بالكامل.

ووفق نائب رئيس الهيئة الإعلامية لـ”أنصار الله”، الميدان هو الذي يُبرهن حقيقة التحذيرات اليمنية الموجّهة للصهاينة في البحر، فالقائد السيد عبد الملك الحوثي لا يتحدّث بشيء إلّا وهو قادر على تنفيذه، ومصداقية ما يصدر من اليمن واضحة ومُثبتة، وما يهمّنا هو أثر العمل.

ولأنّ القوات اليمنية تُنفّذ ما تقول تبعًا لتوجيهات السيد الحوثي، يؤكد عامر أن “البحر كلّه تحت تحكّم وسيطرة القوات المسلّحة اليمنية ناريًا وعلى صعيد حركة الملاحة وسهولة التحرّك في البحر من الضفتيْن”، ويُضيف “لدى القوات أيضًا القدرة على تنفيذ عمليات عسكرية في البحر الأحمر وخارجه، وما استُخدم مقابل السواحل اليمنية يُعدّ بسيطًا إزاء القدرات البحرية اليمنية”.

يُرجع عامر سرّ الشجاعة والإقدام اليمنيَّيْن الى قول الرسول (ص) في اليمن “الإيمان يمان والحكمة يمانية”، ويقول “الشعب اليمني ينطلق من منطلقات إيمانية وصاحب إرث تاريخي وحضاري كبير جدًا، ويملك هوية متجذّرة لا تعرف الانقسامات في ظلّ مواجهته التحديات الكبيرة”، ويتابع “هناك اليوم اتّحاد يمني بين مختلف الأطراف التي تختلف سياسيًا وداخليًا على جبهة مناصرة المقاومة الفلسطينية. الشعب يحمل شعار الموت لأمريكا و”اسرائيل” كعنوان له وهذا الموقف ليس انفعاليًا أو استعراضيًا بل نابع من وعيٍ ومعرفة بهذا العدو وتحديات المرحلة وهو يعرف من هو صديقه أو عدوّه بدقة، يثق بقيادته وقراراتها ويتبنّاها ويسير بها، لذلك عندما يدعو السيد عبد الملك الحوثي الشعب الى الخروج الى الشوارع نرى الملايين تلبّي نداءه في المسيرات والتبرّعات على الرغم من معاناته وفقره.. نحن أمام تركيبة مُميّزة ما بين الشعب والقائد والمنهجية التي يحملها”.

 

العهد الاخباري/لطيفة الحسيني

 

 

 

قد يعجبك ايضا