القرآن الكريم كتاب هداية يحوي أساليب كثيرة ومتنوعة توصل التعليمات  بأشكال متعددة

يستهل السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي المحاضرة الرمضانية السادسة بالتأكيد بأن القرآن الكريم هو كتاب هداية، وأن الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” قدَّم فيه الأساليب الكثيرة ومتنوعة جداً، التي توصل لنا الحقائق والتعليمات الإلهية بأشكال وأساليب متعددة، ويبين أن من ضمن الأساليب القرآنية تقديم العِبَر والدروس المهمة جداً، من خلال ما قصه من قصص الأنبياء والرسل السابقين، والأمم والأقوام، وكذلك نماذج من الشخصيات التي قص القرآن الكريم عنها، وكذلك البعض من الأحداث ذات الأهمية الكبيرة التي فيها العبر والدروس، التي نحن في أمسِّ الحاجة إليها.
ويبين السيد القائد أن القرآن الكريم يُقدِّم القصص والأحداث ليس لأنه كتابٌ تاريخي، ولكن لأنه كتاب هداية، وأن ما يقدمه ويعرضه لنا من الحقائق، والتعليمات المهمة، والدروس العظيمة، والعِبَر التي نحن في أمسِّ الحاجة إليها، فهو لا يسرد السرد التاريخي، ولكن يُقدِّم بطريقة يركز فيها على موطن العبرة، وعلى الدروس المهمة والمفيدة.
ويوضح السيد القائد أن القصص القرآني تنوع، وشمل أشياء كثيرة جداً وواسعة للغاية، ومجالات كثيرة، وبذلك فهو غنيٌ جداً فيما قدَّمه من دروس ومن عبر؛ لأنها تشمل كل الجوانب، كل المجالات التي نحن بحاجة إليها. حديثه عمَّا قد مضي، وعن الماضي الذي أصبح- كما قلنا- بالنسبة لنا من الغيب:
ويبين السيد القائد أن من مميزات القصص القرآني أنه قصص واقعي، وأن ما ذكره القرآن من قصص الأنبياء كلها قصصٌ واقعيٌة وحقيقية، حصلت فعلاً، وليست قصصاً خيالية، ويضيف أن من مميزات القصص القرآني أنه أيضاً هو سليمٌ من الشوائب، وليس فيه مبالغات، ولا أكاذيب، ولا حشو، وليس فيه أي زيادات عن الحق والواقع، ويؤكد أن هذه مسألة مهمة جداً؛ لأن ما لدى أهل الكتاب مثلاً، وما هو موجود في كثير من المرويات غير الصحيحة، فيه الكثير من الشوائب، الزيادات غير الصحيحة، وأحياناً التحريف المتعمد؛ لتشويه حقائق تاريخية ذات أهمية كبيرة جداً، ويبين أنه حصل لدى أهل الكتاب تزييف لكثير من الحقائق، في القصص المتوفر لديهم وذلك لتشويه أنبياء من أنبياء الله، والإساءة إلى أنبياء الله، وقلب الكثير من الحقائق، ولترميز وتعظيم وتمجيد أشخاص سيئين، ولتقديم مفاهيم خاطئة، كما يبين السيد القائد أن من مميزات القصص القرآني أن التقديم القرآني راقٍ جداً، وعظيم، ومميز في التقديم المفيد والنافع، وله تأثير إيجابي.
ويؤكد السيد القائد أن الميزة الأكبر، والأعظم، والأهم للقصص القرآني أنَّ مصدره الله “جلَّ شأنه”، قال تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ}، {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ}، وهذه ميزة عظيمة جداً، ويبين السيد القائد أن الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” يقدِّم لنا في كتابه الكريم قصصاً مفيدة، وغنية بالدروس والعبر، مليئة بالحقائق المهمة التي نحن في أمسِّ الحاجة إليها، وغنية بالمعارف ذات القيمة المهمة لنا في حياتنا، وشؤوننا، ومعرفتنا، وحكمتنا، وبصيرتنا… إلى غير ذلك، بالإضافة إلى أن الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” بعلمه، بحكمته، برحمته، بهدايته الواسعة، يختار لنا هو أحسن القصص، واختيار من يقصُّ لنا عنهم، واختيار الأحداث التي يقدِّمها لنا، واختيار النماذج التي تلامس واقع حياتنا من جوانب كثيرة، ويؤكد أن هذا شيءٌ عظيمٌ جداً، ومهمٌ للغاية.
ويؤكد السيد القائد أن في سير وأخبار الأنبياء “صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِم” دروس عظيمة ومهمة جداً من أخبارهم وسيرتهم، وأنه قُدِّمت للنبي “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه”، وأيضاً للمؤمنين، والعاملين في سبيل الله، للمؤمنين والمؤمنات بشكلٍ عام، دروس مهمة للبشرية بكلها؛ ولهذا قال الله: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}.
ويؤكد السيد القائد أن الدروس مهمة، وأن الإنسان المؤمن بحاجة إلى الاستفادة، وبحاجة إلى العبرة، وأن يأخذ من تلك الدروس ما يشدُّه أيضاً إلى أنبياء الله ورسله، ويعزز علاقته بهم، كقدوة وأسوة ورموز، وأنه يجب على الإنسان المؤمن أن يستفيد من كل أحداث الحياة، ومن كل متغيرات الحياة؛ لأن فيها الدروس، وفيها العبر، ما مضى، وما هو حاضر، وما سيأتي أيضاً مما يعايشه الإنسان، ويدركه الإنسان، ويؤكد أن هذا يحتاج من الإنسان إلى تركيز، واهتمام، والتفاتة.
كما يؤكد السيد القائد أن هذه الدروس ذات أهمية كبيرة جداً، ومفيدة، وينبغي أن نلتفت إليها، وأن نتأملها في القرآن الكريم في ترسيخ الثقة بالله تعالى، والإيمان بوعده الصادق، وأنَّه يصنع المتغيِّرات الكبيرة، وكذلك في معرفة السنن الإلهية، والتدبير الإلهي، وعواقب الأمور، وكذلك فيما يتعلق بالجوانب التربوية، وفيها.

الشيء الكثير جداً.
وفي ختام المحاضرة، يؤكد السيد القائد أن من الأشياء التي ينبغي أن نلتفت إليها أننا آخر الأمم، وأمامنا تاريخ طويل جداً مليء بالدروس والعبر، وأنه كان يفترض بنا أن نكون أكثر الأمم وعياً، وأرقاها وعياً وبصيرة، وأن نكون أخذنا العبر والدروس من تجارب الأمم الماضية، وأن نكون استفدنا كثيراً مما قصَّه الله علينا من أنباء الرسل، والأنبياء، والمؤمنين، وأقوامهم مما في القرآن الكريم، إلا أنه من المؤسف جداً أن نكون على مستوى ضعيف جداً من الوعي، والبصيرة، والحكمة، للاستفادة من التجارب ونحن آخر الأمم، وبين أيدينا تاريخ مليء بالعبر والدروس، ورصيد هائل من الأحداث، ويؤكد أن هذه أمور مؤسفة جداً.

قد يعجبك ايضا