اليمن.. يدفع بالكيان للتنقيب عن حلول.. ويبدأ بهدم مخطط “الشرق الأوسط” الجديد

 

| عبدالله الفرح

رغم العروض الكبرى التي تلقاها اليمن سواء من الولايات المتحدة الأميركية أو الحلفاء في المنطقة أو أوروبا، ورغم التهديد والوعيد بتنفيذ مخطط دولي للإطاحة بالجيش اليمني بعد التطورات الأخيرة في المنطقة، يستمر اليمن في استهداف ما يراه رأس الأفعى عمق فلسطين المحتلة، ويعتقد أن الاستهداف المستمر للرأس سيقضي على بقية الجسد.

لقد آن أوان الحديث بصراحة عالية عن كل ما يحدث خاصة بعد فرزٍ كبيرٍ وغير مسبوق للأمة الإسلامية والعربية وللعالم ككل، فاليوم هو يوم كشف الأقنعة ولعمري أنها قد كشفت سواء كانت أقنعة عربية أو إسلامية أو عالمية.

اليمن يوقف الكيان على رجل ونص وينفذ وصية السيد الشهيد القائد حسن نصر الله في الوقت الذي تُعقد الاجتماعات ويتداعى العالم على خيبةٍ إنسانيةٍ غير مسبوقة، وتآمر آخر على بلدٍ طالما عشق ثقافته الدينية، وهويته الإيمانية التي يثقف بها في كل محفل وخطاب وحدث، ولطالما رفع قضايا العرب والإنسانية جمعاء.

إن العالم اليوم يعيش الأزمة ويفتش عن الحلول خارج صندوق الحلول، ولقد أسمعت صنعاء العالم بأسره وكشفت أهدافها وصدحت بها مع كل بيان عسكري أو حديث لقائد الأمة قائلة: أوقفوا العدوان على غزة وفكوا الحصار.

لقد أخطأ العالم التقدير عندما استمر بنقاش الحلول مع صنعاء التي دائما ما تقول في لقاءاتها أن الحل لإيقاف كل شيء هو فقط في يد الكيان المجرم، وليس في يد صنعاء، وعلى من يريد الحل من صنعاء عليه أن يذهب ويوقف أكبر أزمة انسانية في العالم يرتكبها مجرم منفلت.

لقد صمم اليمن على المضي وفق أهدافه بعيداً عن أي تقديرات أو تحليلات يناقشها النخبة، وهو في كل خطوة يخطوها يعتقد أن له في نهاية المطاف النصر.

في المشهد المقابل أمة عربية واسلامية تبحث عن وأد هذا العنفوان اليمني بل والتصدي للصواريخ والمسيرات التي تدك عمق الكيان، ولعمري أنها أمة ضحكت من جهلها الأمم كما قال الشاعر، فلا هي التي تركت اليمن والكيان في معركة إن انتصرت فيها صنعاء فعزها عز العرب والانسانية، وإن خسرت فقد كفاهم الكيان ما يخشون، وهذا ما كان يقوله عتبه الجاهلي في الرسول الحبيب صلوات الله عليه وعلى آله، ولقد بُح صوت السيد القائد وهو ينادي العرب والدول الاسلامية بأن يتركوا اليمن يواجه خصمهم ويواجه من يريد إذلالهم واحتلالهم، بل ها هي تقف من جديد مع الغدة السرطانية وتدفع إلى المؤامرات على صنعاء مستغلة الظرف في المنطقة التي تعيش على صفيح ساخن.

وفي مشهد سوداوي صارخ يدور الحديث عن تشكيك في دور اليمن وعن هذا الاصرار على الاستمرار في المعركة، مع أن الملايين من الاخوان المسلمين لم يصلوا إلى درجة عالية من الوعي بأن كل ما يقدمه اليمن هو جهاداً  خالصا نقياً من أي شوائب.

لقد شكك البعض وتحديداً من الإخوان المسلمين ومن يقف مع الكيان أيضاً في عمليات اليمن من خلال وضعها في سياق اعتراف دولي لصنعاء، مع أن هؤلاء لم يرموا حجراً على الكيان، لكن صنعاء ترد على المنطق الغبي الحاقد بعمليات مستمرة، مستمدة قوتها من ثقافتها المتجذرة وشعبها الذي يملئ الميادين.

إن هذا التشكيك للأسف يخدم تماما الكيان المحتل الذي يسحق كل شيء في غزة، ولقد رمى اليمن بكل هذه التحليلات خلفه قائلا للعالم: أنا هامة القوم وكاهلها الشديد الذي يُوثق به ويُحمل عليه، فاتركوني إن لم يكن فيكم بقية من قيم الجاهلية الأولى.

 لقد حسم اليمن أمره والبعض لا يزال غارقا في فنجان، والبعض طالما حذر صنعاء بأنها ستكتوي كما اكتوت سوريا التي أسقت البعض عسلا فأبدلها بذلك بصلا، لكن اليمن لا ينظر من منظار المصالح الدنيوية، بل لديه ثقافته الخاصة به متمثلة بمنهج قدمه المؤسس للمسيرة ومضى عليه خلفه القائد الذي جعل العدو الصهيوني ينقب عن الحلول.

إن أي طرح يطعن في الأهداف السامية لليمن لا يمكن أن يمثل رقماً بل يكشف وجهاً طالما تستر، وهاهم الاخوان المسلمين في اليمن وكل الأدوات مدوا أيديهم لنتنياهو ولعمري أنها خسارة لا يمكن أن ينجوا منها بسلام.

لقد ساهم اليمن في إحياء شعور الأمة الذي يتوق إلى الحرية والاستقلال، وهنا من المهم الكشف أن اليمن ورغم كل المؤامرات والمخططات، ورغم ما يأتي من البحر والجو والبر من مؤامرات، ليستعد لنصر كبير فهو لا يريد الوقوف عند هذا الحد من الدفاع عن قضايا الأمة، بل قد يصدم العالم بمرحلة سادسة تهتز معها القصور، ويسقط فيها مخطط ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد، وتُرفع عاليا رايات الحرية والكرامة الانسانية.

لقد اكتسب اليمن الجرأة من ثقافة راسخة ستدفع في نهاية المطاف إلى تشكيل وطن عربي تريده صنعاء أصل العرب وهامتهم، وهذا قد يقرأه البعض غرور ونشوة في غير محلها، لكنها السنن والمعطيات التي بنى عليها اليمن خياره، ومن يشكك في هذه القدرة على بناء الوطن العربي الجديد بديلاً عن شرق أوسط جديد بنكهة اليهود، فهو كمن كان يشكك في أن اليمن سيصل إلى يافا وعسقلان، وهو من كان يشكك أن اليمن طرد أربع حاملات أمريكية، وهو من كان يشكك في أن اليمن لا يمكن أن يصل إلى تقنية الفرط الصوتي التي اصبحت اليوم السلاح الثاني في مخزون الجيش اليمني الباسل.

نعم رغم كل السواد الذي يحيط بالمنطقة، اليمن سيشكل الوطن العربي من جديد ويعيده الى حضنه العربي والانساني، خاصة في ما إذا نفذ الجمع مخططهم القادم بالتصعيد ميدانيا والذي قد يعجل بنصر الله الكامل كهدية وفاء لليمن واليمنيين.

 

قد يعجبك ايضا