لطف معجير

كاتب يمني

البحر الأحمر.. حيث يولد النصر

  في واحدةٍ من أكثر المواجهات الاستراتيجية حساسية في المنطقة، يواصلُ أبطالُ اليمن في القوات البحرية التابعة للقوات المسلحة اليمنية إحكام سيطرتهم على البحر الأحمر، وفرض حصار فعّال على الملاحة المرتبطة بالاحتلال؛ دعمًا ونُصرةً لمظلومي غزة. هذا التحرُّكُ يعكس بوضوح قدرات البحرية اليمنية في تحدي القوى الكبرى، وفرض معادلات جديدة في واحد من أهم الممرات الملاحية في العالم. لقد أثبتت هذه المعركة أن العامِلَ الحاسِمَ ليس السلاح بحد ذاته، بل ...

فلسطين وأُكذوبةُ "حَـلِّ الدولتين"

  من وجهة نظري، لا يُعدّ "حلّ الدولتين" حلًّا واقعيًّا، بل إن الحل الحقيقي يكمن في يقظة الشعوب والأنظمة العربية تجاه خطر العدوّ المحتلّ، وتوحّدها في مواجهته والعمل على اجتثاثه. وقد أشار السيد القائد إلى ذلك بقوله: "العدوّ الإسرائيلي أنهى فكرة حَـلّ الدولتين تمامًا؛ لأَنَّه لم يكن يريدها من الأَسَاس، وإنما تعامل معها كأُسلُـوب خداع مؤقت". فقد سعى العدوّ الصهيوني، وعلى مدى اثنين وعشرين شهرًا، مدعومًا بالقوة العسكرية و...

مجدُ اليمن يُعرِّي الممالكَ الهزيلة

  في زمنٍ خرس فيه صوتُ الضميرِ العالمي، وانكفأ العالم الحر على شاشاته يلوك التصريحات المعلبة، خرج اليمن من تحت الركام، لا يطلب من أحد شهادةً ولا يستجدي عبارات ثناء، بل خطّ حضورَه بجراحه، ورفع صوته من بين رماد الحصار، يقول للكون: "غزة منا ونحن منها"؛ فكان لهذا الموقف اللافت أثرٌ جلل، دوّى صداه في الشرق والغرب، وتناقلته الصحف والمواقع والقنوات حتى غدا اسم اليمن يُتردّد على ألسنة الأحرار، وعلى المنصات الغربية قبل العربية. هذا ال...

الدورُ القذر

  لا زلنا نتذكَّرُ جيِّدًا ليلةَ السادس والعشرين من مارس سنة 2015م، حين تعرّضت بلادُنا اليمن لعدوان همجي غيرِ مسبوق من جانب تحالُف دولي، في واجهته جارةُ السوء، مملكة آل سعود، التي لعبت دورًا قذرًا في التحشيد والتمويل للحرب العدوانية الإجرامية. وكان حُكَّامُ المملكة قد اشتاطوا غضبًا من ثورة الشعب اليمني على النظام الحَاكم العميل، المرتهِن للقوى الخارجية. وتحتَ عناوين "الانتصار للشرعية"، و"إسقاط الانقلاب"، و"حماي...

من "الإخوان المسلمين" إلى "إخوان إسرائيل"!

  لطالما تغنَّت أنقرة والدوحةُ وأتباعها بشعارات الدفاع عن فلسطين، وتاجر إعلامُهم بقضية القدس، وصدّعوا رؤوسَ الجماهير بخطاب العروبة والإسلام والمظلومية. لكن السنوات كاشفةٌ، والمعارك الفاصلة لا تُبقي ستارًا على المواقف، ولا تسترُ وجوه المتآمرين. اليوم، تتساقط الأقنعةُ أمام عيون الأُمَّــة، وتنكشَّفُ حقيقة مؤلمة: قطر وتركيا باعتا فلسطين… وباعتا غزة… وباعتا القدس، في سوق العمالة العلنية؛ خدمةً للعدو الصهيوني ذاته. منذ سنوا...

جُدُر ترامب والنتن!

  "وسِوى الرومِ خلف ظهرِك رومٌ                        فعلى أيِّ جانبَيكَ تميلُ". بهذا البيت الشعري النافذ المسافر خلودًا عبر الأزمان والأجيال خاطب شاعرُ العرب الأكبرُ أبو الطيِّب المتنبي منبِّهًا أحدَ حكام زمانه العرب الذي كان في ذروة المواجهة مع العدوِّ الخارجي اللدود (الروم) قبل أكثرَ ألف عام.. وما أشبه الليلةَ ب...

مقامة الموجة الرابعة.. اليمن لا يخلفُ وعدًا ولا يخشى ردعًا

  حدثَّني صنوُ التاريخ، سليلُ سُهَيلٍ شقيق المريخ، إن سألوك عن اليمن؛ فقلْ: هو الموج إذَا اضطرب، والصخر إذَا اصطلب، والسهم إذَا تصوَّب، نجمٌ يهدي حين يتيهُ الساري عن خرائط الجغرافيا، والفجر حين يُعيد صياغةَ المدى، بحرًا وبرًّا وسما. يا صاحِ؛ في ذات زمانٍ متقلب، وقُبيل انحناء الشمس على أكتاف البحر الأحمر، نطقت اليمن بلسان القائد، وأعلنت قواته المسلحة بلسان الشعب؛ بيان لا يعرف الحياد، عن انطلاق المرحلة الرابعة من الإسناد، لا هدفَ لها سوى...

اليمن تُغلِقُ البحرَ في وجه العدو

  في منعطف حادٍّ من عدوان وإجرامِ العدوّ الصهيوني ضد الأُمَّــةِ، وعقبَ أشهر من القصف الوحشي والحصار الخانق على غزة، خرجت صنعاء، لا لتندّدَ كما يفعل الآخرون، بل لتُعلن رسميًّا بدء المرحلة الرابعة من الحصار البحري، في بيانٍ عسكريٍّ هو الأقوى منذ انخراط اليمن في معادلة الردع البحري. لقد حمل البيان الصادر عن القوات المسلحة اليمنية في 27 يوليو 2025م دلالات لا تُخفى، ولغة لا تقبل التأويل: أي شركة تتعامل مع موانئ العدوّ، وبغض النظر عن جنسيته...

سفينة إلى ميناء غزة!

  هل تستطيع سفينة واحدة من السفن المتجهة إلى موانئ الاحتلال أن تتجه، في حال لو طلب منها ذلك، إلى ميناء غزة المغلق بقرار صهيوني منذ أكثر من 25 عامًا..؟ مستحيـل طبعًا. تعرفون لماذا..؟ لأنها ببساطة شديدة، إن فعلت، ستكون عرضة للاستهداف من قبل بحرية العدوّ الصهيوني..! سيغرقها أَو يسطو عليها ويصادرها.. ولن يبكي أَو يتباكى عليها أحد، أليس كذلك..؟ طيب.. عندما تقرّر القوات المسلحة اليمنية اليوم إعلان هذه السفن وإشعارها بأنها س...

اليمن يوسّع معادلة الردع: من شواطئ غزة إلى أعماق البحر

  في لحظةٍ يعمّ فيها الصمتُ العربي، وتغيبُ فيها المواقفُ الإسلامية الرسمية، ويتواطأ العالمُ مع آلة الإبادة الصهيونية، تصدح صنعاء من جديد بموقفٍ لا لبس فيه: لن تمرّ سفن تتعامل مع القاتل، ولو اختبأت خلف الأعلام المحايدة. إنّ إعلان القوات المسلحة اليمنية – في 27 يوليو 2025م – بدء تنفيذ المرحلة الرابعة من الحصار البحري على العدوّ الصهيوني، لم يكن مُجَـرّد تصريحٍ عسكري أَو توجيهٍ تحذيري، بل هو تحوّل نوعي في استراتيجية المواجهة و...

نفيُ الإبادة

  نفى كبيرُ مجرمي الإدارة الأمريكية ترامب، يومَ أمس، حدوثَ جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة، ونفى كذلك تعمُّدَ التجويع، وأن ما هو حاصلٌ في قطاع غزة مُجَـرَّدُ سُوء تغذية، فهل يعني نفيُ ترامب لجريمة الإبادة الجماعية مُجَـرّدَ الدفاعِ عن الكيان الصهيوني؟ وماذا يعني نفي هذا المجرم لتعمد حالة التجويع بحق سكان القطاع؟ وما الذي يجب أن يحدث لكي يُقِرَّ المجرمُ ترامب وإدارتُه بحدوثِ جريمة الإبادة الجماعية بأفعالها وصورها المتعددة وأساليبها المستحدث...

"الحصار بالحصار".. قرارٌ يمني يتحدّى الصمتَ الدولي

  في مشهد يتكرّر منذ عقود، تواصل آلة الحرب الإسرائيلية عدوانها الهمجي على قطاع غزة، وسط مجازر تُرتكب يوميًّا بحق المدنيين العزّل، في ظل صمت دولي مريب وعجز أممي مطبق. وبينما يرزح أكثر من مليوني فلسطيني تحت وطأة الحصار والجوع والدمار، جاءت الخطوة اليمنية كصرخة في وجه هذا الظلم المُستمرّ. القوات المسلحة اليمنية أعلنت قرارًا استراتيجيًا جريئًا: استهداف السفن التابعة للشركات التي تتعامل مع إسرائيل. خطوة عسكرية لم تأتِ من فراغ، بل انطلقت ...

نتنياهو يقول: لا مجاعة في غزة.. فليأكل الأطفال صورَهم إذًا؟!

  خرج المجرم بنيامين نتنياهو، بصفاقة منقطعة النظير، ليعلن أمام الإعلام والعالم: "لا توجد مجاعةٌ في غزة، ولا توجد سياسة تجويع، ونحن ملتزمون بأهداف الحرب!" وكأنّ مليونَي إنسان في غزة، ومعهم شرف الإنسانية، باتوا خارج الحسابات، وخارج البصر والبصيرة.   الكذبة التي لن تمر: إن ما قاله المجرم نتنياهو لا يمكن وصفه إلا بأنه أقصى درجات الوقاحة السياسية، ومحاولة فاشلة لتزييف الحقيقة، بينما أجساد الأطفال تذبل، وعيون الأُم...

شراكة الدم.. الشيطان الأكبر وقرنه وذيلُه تحالُفٌ ضد غزة

  تبرزُ قوى الشر بمؤامراتها المُستمرّة، حَيثُ تتلاقى المصالحُ غيرُ الأخلاقية للأنظمة العربية الرجعية مع الولايات المتحدة في دعمها الشيطاني للكيان الصهيوني. يمثّل هذا التحالف المقيتُ تكرارًا مأساويًّا للمسرحية ذاتها التي تُعرض منذ عقود على حساب دماء الشعب الفلسطيني المناضل في غزة. إن هذا المشهدَ الأليمَ يكشفُ يومًا بعد يوم عن مدى فداحة التواطؤ العربي مع الشيطان الأكبر، ويظهر كيف أن الأنظمة العربية، بدلًا من أن تكون منارة للحرية والعد...

هُدنةٌ كاذبة ومساعداتٌ مخادعة

  في مشهدٍ يعكس بشاعة الكيان الصهيوني وازدواجيته الإجرامية، تتكرّر الجريمة لكن بأقنعةٍ جديدة. هدنةٌ يُروَّج لها في الإعلام كنافذة للسلام ووقف إطلاق النار، لكنها في واقعها ليست سوى خدعة مدروسة لإعادة ترتيب آلة القتل، وتمرير جولة جديدة من الإبادة، بأُسلُـوب أكثر خداعًا ودموية. لقد أطلّ الاحتلال ومطبعيهِ هذه المرة بوجهٍ مخادع، مغلفٍ بمساعدات رمزية تُلقى جوًّا أَو عبر بضع شاحنات، في محاولة مكشوفة لتجميل صورة الجلاد أمام أعين العالم المتخم ...

الموت يخترق الحصون المتحَرّكة للعدو

  كانت الدبابة تتحَرّك ببطء، بثقة الحديد، في حيٍّ لم يبقَ فيه من البيوت سوى أطلالٌ مثقوبة. تطحن الأرض تحتها، وتبثّ الرعب في ما تبقّى من صدى الحياة. كان العدوّ يظنّ أن لا شيء يتحَرّك هناك سوى الغبار… وأنه بات يملك السيطرة على كُـلّ شبر من المكان. لكن تحت ركام الغارة التي سبقت استهدافها في غزة، وفي بقعةٍ لا يزال يتصاعد منها الغبار وأثار الدم لم تجف بعد… نهض رجل. لم تكن قيامته درامية، لم يفتح عينَيه على بطء، لم يتأكّـد إن...

أما آن لهذا العالَمِ أن يخجل؟!

  في زمن تتباهى فيه الأمم بحضارتها، وتملأ المؤتمرات والقمم عناوينها بالحديث عن "حقوق الإنسان" و"الكرامة البشرية"، تُذبح غزة جوعًا، في مشهد لا يترك مجالًا لأي ادِّعاء بالتحضر أَو الأخلاق. لم تعد غزة تُقصف فقط بالقنابل، بل تُجَوَّع حتى الموت، ويُترك أطفالها يذبلون أمام شاشات العالم، دون أن يتحَرّك ضمير أَو ترتجف يد، وكأن ما يحدث لا يعني البشرية في شيء. لقد أصبح الجوع في غزة سلاحًا أقسى من القنابل، وأشد فتكًا من الغارا...

لا تنشغلوا بالتفاصيل.. المعركة الحقيقية هناك

  في زمن الضجيج، تُفتعل القضايا وتُضخّم التفاصيل، ويُراد لنا أن نُشغل بأنفسنا، بخلافاتنا، وبما لا يغيّر شيئًا في معادلة الواقع سوى أنه يُبعدنا عن الحقيقة. يحدث هذا دائمًا حين تقترب الشعوب من جوهر المعركة، أَو تلامس وعيها الجمعي لحظة صدق. كم من قضية أُعيد طرحها بعد أن تجاوزها الزمن، لا لشيء إلا لتكون وسيلة تشتيت، ولتفتح أبواب الجدل العقيم، وتستهلك الوقت والذهن والطاقة؟ وكم من نقاش بدا في ظاهره جادًّا، لكنه في عمقه لم يكن أكثر من دخان...

غـزة.. بين مـوت المجاعة والإبادة

  حين تصمت منابر الدين، وتتلعثم الأفواه، وتتواطأ زعامات العرب مع الباطل… فاعلم أن الأُمَّــة تعيش أخطر مراحل انهيارها الأخلاقي والروحي. لم يعد هناك متسع للمواقف الرمادية؛ فإما موقف يرضي الله ويُكتب في صحائف العزة، أَو سقوط مدوٍّ في وحل الخيانة والعار. التاريخ لا يرحم، ومن يتخلف عن معركة الحق اليوم، ستلحقه لعنة الأجيال وغضب السماء غدًا. غـزة اليوم تحتضر، أرضًا وشعبًا. غزة اليوم بحاجة إلى إنعاش عاجل؛ بسَببِ كيان "صهيوني&qu...

إجرام تجاوز كل الحدود

  منذ 77 7 عاما لم يكن الأمر بحاجة لإدراك أننا نتعامل مع كائنات صهيونية ضالة، تعاني من تشوّه مزمن في إنسانيتها وأخلاقها. يتجلى ذلك في ممارستها حرب الإبادة بالسلاح وبالتجويع ضد شعب أعزل في غزة، وحين يقول أحد قادتهم "نحن نحارب كيانات على هيئة بشر ونتصرف وفقا لذلك" فإنه إنما يعكس طبيعة بيئته الشيطانية، وعقدة النفسية الناقصة التي لا تزال تلازمهم منذ انحرفوا فباءوا بغضب من الله. أدرك اليمن ذلك مبكرا فتعامل مع عصابة الاحتلال وفقا ل...