غزة..لا مصاب أكبر من خذلان الأمة

  لا جرم أن خذلان خير أمةٍ للناس أخرجت، وبخير دينٍ وخير كتابٍ وخير رسولٍ من الله أكرمت، إلا أن تكون لعهد الله وميثاقه نقضت، ولتوجيهاته خالفت.  فما ظنك بأمةٍ اختصها الله بنعمه فجحدت، وعلى أعقابها انقلبت، ولقرآنها هجرت، ولأعلامها حاربت، ولقضاياها خانت، وعن المستضعفين في غزة والضفة تخلت، ولمقدساتها تركت، وإلى أحضان أعدائها سارعت، ولهم تولت.  وحري بأمةٍ أولاها الله سبحانه وتعالى بكل مقومات القوة والعزة والمجد، وحباها بسننه ا...

اليمن ينتفض: مليونيات "لن نتهاون" تزلزلُ ميادينَ المحافظات نصرة لغزة

  في مشهد مهيب يقطع الأنفاس، لم تتحول العاصمة صنعاء وحدها إلى بحر متلاطم من الحشود البشرية المليونية، بل امتدت هذه المليونيات غير المسبوقة لتزلزل ميادين مختلف المحافظات اليمنية اليوم، تحت شعار "لن نتهاون أمام إبادة غزة واستباحة الأُمَّــة ومقدَّساتها". لقد عكست هذه المليونيات الضخمة، في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات اليمنية، أعمق مستويات الغليان والوجع الذي يعتمل في قلوب الشعب اليمني العظيم، مؤكّـدةً ثباته وشجاعته ووقوفه الأ...

غزة تموت.. والعرب على موائد الصمت

  في الوقت الذي تُفرش فيه الموائد في العواصم العربية، عامرةً بما لذّ وطاب، وألوان الطعام تتنافس في الزينة والوفرة، يموت أطفال غزة جوعًا، وتعجز أُمهاتهم عن إرضاعهم بعدما أنهكهنّ العطش والجوع، وتفتك الأمراض بالشيوخ والمرضى في غياب الدواء والمستشفى، وتغتال الصواريخ الصهيونية كُـلّ شيء حي، بلا رحمة، وبلا مساءلة. كل ذلك يحدث على مرأى ومسمع من عالم أصم، لا يرى إلا ما يريد، ولا يتحَرّك إلا، حَيثُ تملي عليه مصالحه. والأدهى أن هذا العالم العربي...

أُمَّـةٌ تصلي بلا قلب.. وقبلتها واشنطن

  يا سائلي عن حالِ غزةَ، إنّ من البيانِ لَمَا يُبكي، ومن الحروفِ لَمَا يُحاكِمُ أُمَّـةً نطقتْ بغيرِ لسانِها، وسجدتْ على غيرِ قِبلتِها! أيّها القارئُ من وراءِ الزجاج، والمستدفئُ بأمان الجغرافيا، تعالَ أحدثْك عن غزةَ، حَيثُ لا لونَ للغروبِ إلا الدّم، ولا يَسكنُ في المهدِ إلا شهيدٌ مضى وآخر مؤجَّل معدم، ولا يُغنّي العصفورُ إلا مراثيَ اليتامى! فيا وجعَ اللغة!.. لقد صار الصمتُ عقيدةً دوليةً، تُفتي بها واشنطن وتُصلي خلفها الأمم، تُعطي نت...

راية العز في زمن العار الكبير

  اليمن سيدةٌ بشعبها وجيشها وقائدها وموقفها ونهجها.. بكل القراءات، من بين ملايين الشعب المحتشد بالأمس في الميادين كنا نراقب المشهد، حَيثُ امتزجت المشاعر بالدموع وَالغضب، في ظل مأساة المشهد، وقيود قطعان العرب التي تكبل اندفاعة الإسناد والنصرة. للصمت والتواطؤ أمام الأحداث الجسيمة كلفة كبيرة.. وأن بدا إن المواجهة مكلفة أكثر، الحياة معادلات كيمائية، لا نجاة فيها لمن كان قريبًا من الصفر في سلسلة التفاعل، وبقليل من الصبر، ستجدون مسار الأحداث...

ماذا ستقولون يومَ يَسألُكم الله؟

  في زمن تتعالى فيه أصوات الجوعى، وتئن فيه بطون الرضّع الخاوية، وتنتحب فيه أُمهات يمسحن دماء أطفالهن من الطرقات، يُطرح السؤال المرعب الذي سيُطرح علينا جميعًا يوم لا تنفع فيه خطابات ولا تبريرات: ماذا ستقولون؟ ماذا ستقولون حين يسألكم الله عن أجساد الصغار التي احترقت بلا ذنب؟ عن أُسر بأكملها ماتت جوعًا لا لشيء سوى أنها في غزة؟ عن مقابر نُبشت، ومستشفيات سويت بالأرض، ونساء قُتلن على الأرصفة، ونازحين شُرّدوا تحت القصف وبلا مأوى؟ عن ...

لِنَقُل كفى!

  يوم أمس، وبعد أن طالبت خمسٌ وعشرون دولة بوقفِ التجويع في قطاع غزة، وبعد أن أعلن المجرم ترامب توجيهَ موفدِه ويتكوف إلى المنطقة لتوقيعِ ما سمَّاه اتّفاقَ إدخَال الطعام والمواد الإغاثية إلى القطاع، في هذه الأثناء برز زعيمُ "إخوان تركيا" ليتصدَّرَ المشهد، ليس بالفعل بإعلان مبادرة بإرسال مئات الأطنان من المواد الغذائية والأدوية وغيرها من المواد الإغاثية، لكسر الحصار المطبق على قطاع غزة، ولم يكن بروزه لإعلان موقف يُحسَبُ له ولبلده. ...

صنعاء تكتب تاريخًا جديدًا

  في خضم العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة، ووسط صمت دولي مريب وتواطؤ غربي وعربي مفضوح، تقف اليمنُ بثبات وشموخ في طليعة الجبهة المدافعة عن القضية الفلسطينية، لا بالكلمات فقط، بل بالفعل والسلاح. فمنذ اللحظة الأولى للعدوان، فتحت صنعاء جبهة ردّ فعلية أربكت الحسابات الصهيونية، ودفعت العدوّ إلى التعامل مع اليمن كقوة عسكرية فاعلة لا يمكن تجاوزها. وقد ظهر هذا التحول الكبير في العمليات الصاروخية النوعية، حَيثُ دخلت الصواريخ الفرط صوتية اليم...

غزة تموتُ جوعًا.. والعالم يُشاهد!

  في القرن الحادي والعشرين، حَيثُ يصعَدُ الإنسانُ إلى الفضاء، ويزرَعُ الخضروات في المختبرات… ما تزالُ غزةُ، قطعةُ الأرض المحاصَرة بالخِذلان، تموتُ جوعًا أمام أعين العالم!   تناقضات العصر… حضارة وعجز! إنها تناقضاتُ هذا الزمن المرير… حضارةٌ تملأ الكونَ ضجيجًا، وعجزٌ مروّع أمام كيس طحينٍ يُحتَجز على المعابر، وسرير مستشفىٍ يُمنع عن رضيع يحتضر ببطء، في مدينةٍ تأنُّ تحت أنقاض الصمت العربي والدولي.   ...

غزّة تموت جوعًا وشعوب العالم صمٌّ بكمٌ

  إنها جريمة العصر التي يُرتكب فيها القتل بصمت، أمام أعين الجميع، وبمباركة العالم، وبتواطؤ وسكوت الشعوب وَالأنظمة. الجوع الذي يفتك بأهل غزة اليوم ليس ناتجًا عن قحط طبيعي، ولا عن أزمة طارئة. إنه سلاح. نعم، سلاح تجويع مدروس، يُنفّذ بإصرار، في ظل حصار خانق وأبواب مغلقة ومعابر تتحول إلى مصائد موت. الليل حالك فوق غزة، لكنه هذه المرة لم يكن ككل الليالي. الصمت وحده هو من يخنق الأنفاس، ويُطبق على صدور الأطفال والنساء والكبار الجائعين، لا صراخ،...

الصبغة العربية فاقت العبرية في جريمة غزة

  منذ ما يقرُبُ من عامين، وأفعالُ جريمة الإبادة الجماعية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مُستمرّة ومتتابعة يوميًّا وعلى مدار الساعة، وقد اصطبغت هذه الجريمة منذ ذلك الحين بالصِّبغة العِبرية الصهيونية، تحت عنوان زائف ومضلِّل، وهو (الحرب الإسرائيلية على غزة)، تولّت الترويج لهذا العنوان ماكينة إعلامية ضخمة، لتصرف بهذا الترويج دور بقية الشركاء في الجريمة من أنظمة العرب والغرب. وليَستقرَّ وفقًا لهذا الترويج في ذهنية الرأي العام، أن ما ...

حزام الأسد

عضو المكتب السياسي لأنصار الله

‏في وجه النفاق... كلمة حق لا بد منها

  ‏بالأمس عاتبتُ أحد مشايخ السلفية الجامية على صمتهم المشين تجاه المجازر التي يتعرض لها أهلنا في غزة، من قتل وتجويع وإبادة ممنهجة يرتكبها اليهود الصهاينة. ‏فكان رده أن سبب سكوتهم هو تصدّر حماس للمشهد، وهي -كما يقول- تنتمي لجماعة الإخوان التي لديهم عليها مآخذ كثيرة! ‏ناقشته بوضوح: ‏هل مشكلتكم حقاً مع "البدعة" كما تدعون؟ ‏أم أنكم تتحاشون الصدع بالحق لأن العدو هذه المرة هم اليهود، هو الكيان الصهيوني وراعيه ...

حسن الخباز

مدير جريدة الجريدة بوان كوم

عندما تصرخ المقاومة ولا يجيب أحد

  في الآونة الأخيرة، برز تحوّل واضح في نبرة الخطاب السياسي والإعلامي للمقاومة الفلسطينية، لا سيما من خلال التصريحات الأخيرة للناطق العسكري باسم كتائب القسام. هذا التغيّر لا يأتي من فراغ، بل يعكس حالة بلغت فيها الأمور حدّ الانفجار، حيث باتت المقاومة متيقنة أن الصوت الذي ترفعه لا يُسمع، وأن النداءات التي تُطلقها لا تجد من يجيب. لقد وصلت المقاومة إلى قناعة مفادها أن من تناديهم ليسوا بأحياء، بل كأنها تخاطب جدرانًا صمّاء أو آذانًا اعتادت ال...

غزة تموتُ جوعًا وعطشًا.. فمن بقي له قلب؟

  أيها الغارقون في نعيم الحياة، المتكئون على وسائد الراحة، انزعوا الغشاوة عن أعينكم، وأنصِتوا لصوت الأرض الجريحة، من غزة... غزة لا تصرخ اليوم من شدة القصف فقط، بل من وطأة الجوع، من مرارة العطش، من الموت الذي لا يجيء عبر فوهة بندقية، بل عبر صنبور ماء جف، وكسرة خبز غابت، وأنفاس تختنق تحت ركام الحصار. غزة اليوم تحتضر، لا لأَنَّ الحرب ما زالت مشتعلة، بل لأَنَّ الحياة بكل تفاصيلها باتت ممنوعة عليها. حصارٌ مطبقٌ من البر والبحر والسم...

صدق الحـوثيون.. وكذبتم أنتـم..!

  قالوا: إنهم لا يستهدفون إلا الملاحة «الإسـ..رائيلية».. وقلتم: بل، يستهدفون الملاحة الدولية.. قالوا: وسنغلق ميناء أم الرشراش.. وقلتم: أضغاث أحلام.. قالوا: مِن أجلِ غـ..زة..! وقلتم: مسرحيـة.. قالوا: أغرقنا سفينة إسـ..رائيلية.. وقلتم: أعمال قرصنة.. قالوا: أغلقنا ميناء أم الرشراش.. وقلتم: كلام فارغ..! وهكذا، كلما أعلن الحـ..وثيون أنهم أقدموا على فعل أمر انتصارا لمظلومية غـ..زة، جئتم بما يطعن ويشكك ف...

من الذي قتل الضميرَ قبل أن تُقتَل غزة؟!

  في كُـلّ مرة نرى غزة تُذبح نسأل: أين الضمير؟ أين النخوة؟ أين الأُمَّــة؟ لكننا لا نسأل السؤال الأهم: من قتل الضمير أولًا؟ ومن سلب هذه الأُمَّــة نخوتها وهي تضحك؟ الحقيقة أن القاتل معروف، لم يأتِ من السماء، ولم ينفجر من باطن الأرض، بل تربّى بيننا، وتزيّا بزيّ العلماء، وتدثّر بثياب الدين، واحتلّ منابر الوعظ ليمارس أبشع عملية غسيلٍ للأُمَّـة: غسل الوعي، وإعادة تشكيل العقل العربي والإسلامي ليكون خانعًا بطبعه، أعزل...

غزّة تجوَّع.. وأمّة الـ57 دولة تتفرّج: أين الضمير وأين الدين؟

  غزة لا تحتضر بصمت... بل تجوَّع أمام الكاميرات، على مرأى ومسمع من أُمَّـة تدّعي الإسلام وتتباهى بعروبتها. أطفالها بلا خبز، نساؤها بلا دواء، مرضاها بلا كهرباء، وجثث شهدائها تتكدّس بلا ثلاجات… والعالم يُدير وجهه، بينما 57 دولة عربية وإسلامية تعلم… وتصمت.   الصمت خيانة للضمير والدين: ليس الجوع في غزّة نتيجة عجز، بل نتيجة تواطؤ وصمت مخزٍ. أُمَّـة تمتلك الموانئ والمخازن، تمتلك الطائرات والذهب… لكنها لم تف...

أطفال غزة تأكُلُ التراب.. ومليارا مسلم يكتفون بالمشاهدة!

  في مشهد يختزل حجم المأساة وسقوط القيم، نرى أطفال غزة وقد تحوّلت أمعاؤهم الصغيرة إلى مقابر للجوع، وجلودهم الغضّة إلى خرائط للعذاب، بينما العالم يشاهد بصمت، والعالم الإسلامي يكتفي بالأنين، والدعاء، وبعض بيانات الإدانة التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع. الصور القادمة من غزة لم تعد تحتمل أي تبرير، فالأطفال هناك لا يجدون طعامًا، يشربون ماءً ملوّثًا، ويأكلون التراب، بينما تقصف طائرات الاحتلال بيوتًا فوق رؤوسهم، وتُحاصرهم المجاعة من كُـلّ جانب...

غزة.. الحصار المُستمرّ وامتحان الضمير العربي والإسلامي

  في لحظةٍ فارقة من تاريخ الأُمَّــة، تقف غزة وحيدة في مواجهة آلة القتل والحصار، كمدينة تقاتل عن كرامة العرب وضمير المسلمين، بينما يتناثر حولها صمتٌ دوليٌّ مخزٍ، وتواطؤ إقليمي يثير الاشمئزاز والأسى. غزة اليوم ليست مُجَـرّد ساحة حرب، بل مرآة صادقة تعكس واقع الانحدار الأخلاقي والسياسي الذي تعانيه كثير من الأنظمة والمجتمعات العربية والإسلامية. أن يُترك شعب بأكمله ليواجه الجوع والدمار، وأن تُغلق في وجهه أبواب الحياة، لهو عار يتجاوز السياسة...

(رسالة نجباء مدرسة حليف القرآن: لن نترك غزة تموت جوعًا وتُباد قتلًا)

  لا شكَّ أنَّ دولة بني أمية بطغيانها وفسادها وانقلابها على دين الله، وتحولها عن منهج الله، ومناصبتها العداءَ لأولياء الله، وقتلها أعلامَ الهدى وقرناءَ القرآن من آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، تُعدُّ نقطةً سوداءَ في تاريخ الأمة عبر الأزمان.  غير أنَّ علماءَ السوء وأبناءَ الأمة الذين لاذوا بالصمت على جرائمهم، هم أشدُّ منهم سوءًا بصمتهم وخذلانهم للحق، واتباعهم للباطل والأهواء.  وهل ما يجري على الأمة في زماننا إلا حصائ...