الشعب اليمني يحتشد في 42 ساحة ليجدد العهد بالصمود حتى الانتصار

لم يستطع أحد أن يحول بين الشعب اليمني وبين أن يحوّل يوم السادس والعشرين من مارس إلى يوم احتفالي يؤكد فيه الشعب الذي تعرض ومايزال لحرب عالمية نفذت عليه أكثر من ربع مليون غارة جوية ومايزال صامدا يواجه العدوان بكل عنفوان وعزيمة ورباطة جأش واستبسال وشجاعة.. فها هو الشعب اليمني يفقد تحالف العدوان النشوة بالنصر بعد إن كان مخطط لهذا العدوان أن يكون خاطفا وأن لا يتجاوز أسابيع أو أشهر على أكثر تقدير ولكن المفاجأة التي لم يحسب لها تحالف العدوان حسابا أن حساباته كانت خاطئة ورهاناته على الخونة كانت فاشلة، فكان العدوان قبل سبع سنوات ارتكب خلالها أبشع الجرائم وبأفتك الأسلحة المحرمة دوليا ومع هذا لم يستطع تحقيق أهدافه الإجرامية في النيل من الشعب اليمني الذي لم يسلم أمره للعجز وندب الحظ العاثر.

ها هي السنون تمر والمرتزقة الخونة الذين كانت بيدهم السلطة والثروة يتسكعون في ملاهي الرياض ودبي والقاهرة وإسطنبول بعد أن باعوا وطنهم وشعبهم للخارج ودعوا وأيدوا العدوان عليه.. فيما أبناء الشعب يخرجون في مسيرات مليونية في مختلف المحافظات تسندهم قوة صاروخية ضاربة وقادة أشداء لا يعرفون الانهزام ولا التراجع.

وها هو اليوم الذي دشنت فيه قوى العدوان حربها الإجرامية، يتحول أمام صلابة الشعب اليمني وحنكته وحكمته إلى يوم يستلهم فيه الشعب اليمني صيرورة صموده وبقائه رغم التضحيات الجسام التي قدمها ومايزال يقدمها قربانا لعزته وكرامته فالشعب اليمني لم يتحمل الحصار والجوع والمرض والمعاناة من أجل أن يطبع مع “إسرائيل” ولا من أجل بيع فلسطين والأقصى والمقدسات فمعاناته تعزز صموده وحمل قضية فلسطين وقضايا الأمة.

اليوم يشمخ الشعب اليمني ويرفع رأسه عاليا بأنه انتصر في معركة مصيرية فرضت عليه من المعتدي ويتحول إلى مارد جبار يكسر المعتدون وينكل بهم فامتلاكه لأسباب القوة وقوة الحق المعزز بالهوية الإيمانية الراسخة في وجدانه لم تمنعه أن يحول يوم العدوان  عليه  إلى يوم وطني للصمود يحفر في ذاكرة الأجيال لمئات السنين فصمود الشعب اليمني أكبر من أن تنال منه حرب عالمية أو تواطؤ العالم الذي استساغ التلذذ بأشلاء ودماء أطفال ومرضى اليمن ومعاناتهم وأمعن في تجويعهم ومنع الدواء والغذاء والمشتقات النفطية عنهم بهدف مزيد من المعاناة الكارثية التي لن تصل بتحالف العدوان إلى مبتغاه.

الشعب يحتشد في 42 ساحة

42 ساحة في عموم المحافظات خصصت لجماهير الشعب لقول كلمتها في وجه العدوان مؤكدة أن يوم الصمود الوطني سيظل وقودا للتصدي للعدوان ومنارة تاريخية تشهد على إجرام تحالف العدوان وتعمل على أن تخلق يمنا جديدا لم تشهده دول العدوان ولم يتوقعه العالم المتحيز المنافق الغير نزيه الذي تسري بعروقه ريالات بني سعود وشيكات عيال زايد وآل ثاني.

ساحة باب اليمن وحديقة الثورة بالعاصمة صنعاء، وشارع مدينة إب ويريم، وخلف مشفى الثورة في مدينة البيضاء والشارع العام بمدينة رداع، ومفرق ماوية، مركز مديرية شرعب الرونة، مركز مديرية شرعب السلام، دمنة خدير، الكمب، جبالة، الأعبوس في محافظة تعز، وفي حجة أعدت ساحات المدينة ومستبأ ،وشحة، الجميمة، كحلان الشرف، مبين، نجرة، الشغادرة، بني قيس، شرس، كحلان عفار، المغربة، بني العوام، بكيل المير، كشر، قارة، الجميمة، أفلح الشام، أسلم، كعيدنة، قفل شمر، ساحة القدس بمديرية الجبين، أما في عمران فملت الحشود شارع حجة، وفي ذمار الشارع العام، أما المحويت ففي مدينة المحويت، وفي صعدة ساحتي المدينة ورازح، إضافة إلى مدينة دمت ومديريات قعطبة والحشاء وجبن بالضالع وفي مديرية بدبدة بمأرب.

تلك ساحات الاحتشاد، والرسائل كانت واضحة بأن الشعب اليمني هو اليوم أكثر صموداً وقوةً وثباتاً في مواجهة العدوان الأمريكي السعوديِ الإماراتي، مؤكدين عزمهم وتصميمهم على مواصلة الصمود ومواجهة العدوان، والانتصار لكل الدماء التي سفكت ظلما منذ بدء العدوان في ظل صمت مخز من قبل المجتمع الدولي الذي باع كل قيمه وأخلاقه ومبادئه.. كما أكدوا أن الشعب اليمني لا يزال وسيظل متمسكا بقيمه الدينية والأخلاقية والفطرية التي جعلته شعبا مميزا عن كافة الشعوب وجديرا بأن يقف الله معه وينصره.

وبعث المشاركون برسائل عدة للداخل والخارج أنه مهما كانت الظروف والمتغيرات فإنه لا مجال للمساومة في السيادة والكرامة والعزة، فقد قطع الشعب عهده للشهداء والجرحى بمواصلة دربهم ونضالهم حتى انتزاع النصر وطرد الغزاة ودحرهم من كل شبر من أرض الوطن بعون الله وقوته.

المشاركون أكدوا أن تمادي تحالف العدوان في الجرائم والحصار والانتهاكات على مرأى ومسمع العالم، لن تخضع الشعب اليمني، أو تثنيه عن استمرار الصمود والثبات والتضحيات بالمال والرجال والعتاد حتى طرد قوى الغزو والاستعمار.. مشيرين إلى أن غطرسة العدوان في ارتكاب الجرائم بحق المدنيين واستمرار التصعيد والخروقات، يؤكد إفلاس قوى العدوان وهزيمتها أمام صمود الشعب اليمني والجيش واللجان الشعبية.

وأشادت الجماهير بانتصارات الجيش واللجان الشعبية وعمليات الردع في العمقين السعودي والإماراتي.. مؤكدة أن دماء اليمنيين لن تذهب هدراً مهما كابرت قوى العدوان وأمعنت في القتل والمجازر وتدمير البنی التحتية.. موضحين أن صمود الشعب اليمني والتفافه إلى جانب القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى والجيش واللجان الشعبية، أفشل رهانات العدوان على مدى سبع سنوات.

وجددوا التأكيد على تعزيز التماسك والتلاحم لرفض مشاريع الوصاية والتبعية والعمل على مواصلة التحشيد لرفد الجبهات وإسناد المرابطين حتى تحقيق النصر المؤزر.

لن نستكين ونجدد العهد للقيادة الثورية والسياسية

الفعاليات الحاشدة أكدت أن الاحتشاد في الساحات لإحياء يوم الصمود الوطني 26 مارس كمحطة انطلاق في مواجهة العدوان الإجرامي الأمريكي الغادر على بلدنا وشعبنا وفي التصدي لجرائمه المروعة والبشعة، وللتأكيد للعالم أجمع أننا شعب لا يستكين ولا يستسلم للمعتدين والطغاة والمجرمين، ومباركة لأبطالنا في القوات المسلحة ضرباتهم البطولية على عمق دولة العدوان السعودية ونشد على أيديهم في كسر صلف العدوان وحصاره المشدد على المشتقات النفطية.

البيانات أكدت بأن العدوان على اليمن هو عدوان إجرامي أمريكي غادر تقوده أمريكا وتنفذه السعودية وبقية الدويلات والأنظمة العميلة، وأننا نخوض مواجهة لكل أشرار الأرض الذين احتشدوا في الحرب على الشعب اليمني منذ مارس 2015، وأن مواجهتنا لهذا العدوان هو خيار صائب.

وأهابت البيانات بالمواطنين الأحرار في المحافظات والمناطق المحتلة في التحرك لطرد الاحتلال ودحر مرتزقته من كل المحافظات والمناطق اليمنية، فما انكشف خلال السنوات الماضية بأن هذا التحالف الإجرامي لم يأت إلا لاستعباد شعبنا واحتلال بلادنا ونهب ثرواتنا، وأن الشعب اليمني يؤكد للأحرار والشرفاء في عدن وحضرموت وسقطرى وكل محافظاتنا ومناطقنا المحتلة بأنه على العهد والوعد بتحرير كل شبر من اليمن من الغزاة والمحتلين ومرتزقتهم طال الزمن أو قصر.

 وباركت البيانات عمليات أبطالنا المسددة التي دشنت العام الثامن ضمن عمليات كسر الحصار على اليمن، مؤكدة بأن هذه العمليات حق مشروع ومكفول لشعبنا في مواجهة العدوان والحصار، مؤكدة التأييد لكل خطوات القيادة في ضرب منشآت العدو النفطية والحيوية حتى يرعوي عن عدوانه ويرفع حصاره الظالم.

وأكدت أن الشعب اليمني قادم في العام الثامن بالتوكل على الله بجحافل جيشه المجاهد الصابر، وتلبية لدعوة قائده السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ندعو كل الأحرار إلى النفير العام إلى جبهات الشرف والعزة جماعات وأفرادا لمشاركة إخواننا المجاهدين في صناعة النصر بعون الله وتأييده.

ودعت البيانات المعتدين إلى وقف عدوانهم ورفع حصارهم وأخذ العبرة والعظة مما حدث لهم خلال السنوات الماضية، مؤكدة بأن القادم أقسى وأشد عليهم، والبادئ أظلم، كما أكدت بأنه إذا أراد تحالف العدوان الخروج من المأزق فعليه وقف العدوان ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال، وأي مساعٍ التفافية لن تُجدي شيئا.

 كما أكدت البيانات موقف الشعب اليمني المبدئي تجاه قضايا أمتنا وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وأننا على العهد والوعد إلى جانب إخواننا في المقاومة الفلسطينية وفي محور الجهاد والمقاومة.

وتوجهت بالتحية والإجلال إلى شعبنا المجاهد الصابر في كل مكان، وإلى قائدنا السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، وإلى مجاهدينا الأبطال في كل الجبهات، وإلى أمهات وأسر الشهداء العظماء، وإلى الجرحى شافاهم الله، ونتوجه إلى الله بأن يعجل بالنصر وزوال المعتدين.

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا