الأثر السيء لغياب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

 

مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو أهم مسؤوليات المؤمنين (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) الله قال في محكم كتابه (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) هذا المبدأ الذي إذا غاب معناه غياب العمل لتصحيح وضعية الأمة من الداخل وبالتالي لا تقوم لها أبداً قائمة.

الإمام زيد عليه السلام تحرك في إطار هذا المبدأ، هذه المسؤولية المهمة جداً في واقع الأمة لتصحيح مسارها لكي يبقى للدين قيمته، ويبقى للأمة سلامة دينها وصلاح دنياها، هو يدرك ما قاله جده، هو نفسه من روى عن جده (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) أنه قال: ( لتأمرنَّ بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر أو ليسلطنَّ الله عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم) النتيجة، نتيجة التفريط والتقصير في هذه الفريضة المهمة، وهذا المبدأ الأساس، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نتيجة وخيمة فضيعة سيئة، نتيجة أن يُسلّط الأشرار من داخل الأمة يُسلطون عليها، ويتحكمون بها، ويعبثون بها، بفسادهم بإجرامهم بطغيانهم، فيسوء واقع الحياة، وحينها لا ينفع مجرد الدعاء من الأخيار، اللهم ..اللهم، لا ينفع بدون القيام بهذه المسؤولية.

والإمام زيد عليه السلام قال في رسالته الشهيرة، رسالة دعوته التي وجهها إلى علماء الأمة قال عليه السلام: (واعلموا أن فريضة الله تعالى في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا أقيمت له استقامت الفرائض بأسرها هينها وشديدها) يعني مبدأ له كل هذه الأهمية، هذا الفرض إذا أقيم أقيم الدين بكله، وإذا عُطل عُطل معظم الدين وما يتبقى من الدين يتبقى كشكليات لا أثر لها في الواقع، ولا نفع لها في الحياة، (إذا أقيمت له استقامت الفرائض بأسرها هينها وشديدها، وذلك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الدعاء إلى دين الإسلام والإخراج من الظلمة، ورد المظالم وقسمة الفيء والغنائم على منازلها) المال العام بدلاً من أن يستأثر به الظالمون، أو تستأثر به فئة معينة، ضمن مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقسم ويوزع المال العام على مستحقيه بكلهم، (وأخذ الصدقات ووضعها في مواضعها، وإقامة الحدود)، إقامة الحدود ردعاً للمفسدين والمجرمين واللصوص وما إلى ذلك،( وصلة الأرحام، والوفاء بالعهد، والإحسان، واجتناب المحارم) كل هذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، طبعاً شُوهت هذه الفريضة، قُدم شكل مختلف للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قُدمت فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على أنها تخص هامشاً محدوداً من العبادات والجانب الأخلاقي في جزءٍ منه، يعني مساحة بسيطة وهامش صغير من الأخلاق والعبادات، قالوا هنا في تلك الدائرة الضيقة الصغيرة هنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشرط أن يكون على رأس المساكين فقط أما أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر في الإطار العام في المسؤولية العامة ضد الظالمين الجائرين المفسدين، أما أن يؤمر حاكم أو رئيس أو زعيم أو مسؤول أن يؤمر بمعروف أن يُنهى عن منكر، لا. يريدون تعطيل ذلك، وأصبحت مسألة من مسألة التودد للظالمين وفي ظلهم، هيئة أمر بمعروف ونهي عن منكر في إطار الظالمين.

الأمر بالمعروف هكذا يقدمه الإمام زيد عليه السلام بمفهومه العام والشامل، الأمر بالمعروف بكل ما هو معروف، بكل ما الأمة بحاجة إليه أن تهتدي به، أن تتحلى به، أن تسلكه، أن تعمل به مما فيه صلاح دينها ودنياها، دائرة واسعة تشمل كل ما فيه صالح دينها ودنياها، وليس فقط بالحالة الشكلية التي تُركز على هامش صغير من العبادات والأخلاق تستهدف الناس العاديين فقط، وهكذا تحرك، وهكذا وجّه دعوته إلى الأمة، ويخاطب الناس فيقول: (إنا ندعوكم أيها الناس إلى كتاب الله -إلى كتاب الله- وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم) هذا منهجه، هذا المنهج الذي دعا إليه الإمام زيد وقدمه للأمة، أما المشروع العملي التطبيقي فهو حتماً يتفرع عن هذا المنهج، يواصل فيقول: (وإلى جهاد الظالمين، والدفع عن المستضعفين وقَسْمِ الفيء بين أهله، ورد المظالم، ونصرنا أهل البيت على من نصب لنا الحرب).

ثم يستنهض العلماء ويستنهض الأمة، تلك كانت الخطوط العريضة التي تحرك على ضوئها عليه السلام ودعا إليها الأمة، جهاد الظالمين لدفع ظلمهم، لإيقافهم عند حدهم، لا يمكن أن يُوَقَّفَ ظلمهم، وأن يُدفع جبروتهم إلا بالجهاد ضدهم، بالتحرك الجاد لإيقافهم عند حدهم، والدفع عن المستضعفين حتى لا يبقوا ضحيةً لطغيان الطغاة وهيمنة المجرمين، وقَسْمِ الفيء بين أهله، المال العام، حتى لا تحرم الأمة من ثرواتها العامة فيترتب على ذلك من المساوئ، نرى في واقعنا الآن فئة قليلة، أشخاص معدودون الأصابع ربما يستأثرون بمعظم ثروة الشعب اليمني، بمعظم إيرادات النفط والثورة النفطية وغيرها يستأثرون بمعظم مصالح الشعب اليمني، فيما الملايين يعيشون حالة البؤس، الحرمان والمعاناة، والكثير يعيش هماً بتوفير لقمة عيشه.

الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

ذكرى استشهاد الإمام زيد ” ع” لعام 1435 هـ

قد يعجبك ايضا