السيد عبدالملك الحوثي: يوم القدس العالم يوم لاستنهاض المسلمين وتذكيرهم بمسؤوليتهم الدينية تجاه مقدساتهم

 

أوضح قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمة له ، اليوم الخميس، عشية ذكرى يوم القدس العالمي أن الامام الخميني  دعا الى تخصص الجمعة الأخيرة من شهر رمضان في كل عام ليكون يوما يسمى يوم القدس العالمي وأراد أن يكون ذلك اليوم يوما لاستنهاض المسلمين وتذكيرهم بمسؤوليتهم الدينية تجاه مقدساتهم وعلى راسها الاقصى الشريف وتجاه فلسطين كجزء من الأمة الاسلامية وايضا تجاه الخطر الصهيوني الذي يهدد المسلمين جميعا ولأجل أن تبقى مشاعر الرفض لإسرائيل حيا في نفوس المسلمين وفي سبيل التصدي لسعي أعداء الأمة وعملائهم لتقديم العدو الاسرائيلي كحليف ومن أجل أن تبقى القضية الفلسطينية حية في نفوس المسلمين باعتبارها تعنيهم وعليهم تجاهها التزام ايماني اخلاقي انساني ولتكون مناسبة لرفع مستوى الوعي لذي هو أول متطلبات المعركة مع ذلك العدو.

وأضف السيد أن يوم القدس العالمي يوم التعبئة العامة للمسلمين  لذلك إحياء هذا اليوم مهما لكل هذه الاعتبارات المهمة والجديرة بالاهتمام.

كما أن يوم القدس يوما للتعبير عن الموقف الحق تجاه القضية الفلسطينية فمع الزمن والمتغيرات  ومستوى الانحراف العلني للمنافقين تزداد  الاهمية في مقابل جهوديهم السلبية لتمييع الموقف وتغيير النظرة الى ذلك العدو بأنه حليف وهذا ارتداد  عن الثوابت القطعية من جانب بعض الأنظمة  التي اتجهت تحت عنوان التطبيع للتحالف مع العدو الاسرائيلي.

حقائق ثابتة

وأوضح السيد القائد أن اول متطلبات الموقف والصراع مع العدو هو الوعي ويوم القدس يوم مهم  في تنمية الوعي وفي التذكير بالحقائق الثابتة الواضحة التي يجب ان تبقى منطلقا للموقف.، وأول هذه الحقائق الصارخة ان الكيان الصهيوني الاسرائيلي من ورائه اللوبي الصهيوني في العالم هو عدو للإسلام والمسلين  ويجب ان نتخذه عدوا  و هذه حقيقة واضحة شهد بها الواقع وهي من أوضح  الحقائق وأقواها وأجلاها وشهد لها الواقع في نشأة  الكيان الصهيوني وسيرته وفعله وممارساته وسياساته من اول الحركة الصهيونية لاحتلال فلسطين الى اليوم.

 

ولفت السيد إلى أن الكيان الاسرائيلي أقدم على ارتكاب الجرائم و اغتصاب الأرض ومصادرة الحقوق وارتكاب أفضع الجرائم واحتلال بلاد المسلمين وهذه الممارسات إذا لم تكن عدائية فما هي العدوانية ان لم تكن جرائم القتل والابادة والتدمير واحتلال الارض وانتهاك الاعراض وكل اشكال الاعتداءات وكل ما يعتبر عدوانا .

وأضاف السيد أنه إضافة إلى ممارسة العدو الاسرائيلي الاجرامية فالعداء للإسلام والمسلمين لديهم عقيدة وثقافة وفكر وليس ممارسة فقط وتجلت هذه الحقيقة على اكبر مستوى، فكم شنوا من جرائم وكيف هي الممارسات العدائية  بشكل يومي خلال عقود من الزمن، جرائم القتل والاغتصاب والانتهاك للأعراض وكل اشكال الجرائم التي يمارسها العدو الاسرائيلي ضد المسلمين.. إضافة إلى مخططاته الشاملة التي يتحرك على أساسها لاستهداف الأمة في جوانب كثيرة ومجالات متعددة.

وأشار السيد إلى أننا ومع ما تجلى في الواقع مع عداوتهم لنا بكل وضوح وعرف به العالم أجمع فقد أكد القرآن الكريم هذه الحقيقة حين قال (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَٰوَةً لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّا نَصَٰرَىٰ ۚ)، والله يبين مدى حقدهم  علينا حيث قال ( ودوا ما عنتدتم) فهم يتمنون ويرغبون أشد الرغبة ويعملون بناء على ذلك وهو يمثل دافع  لكل ما فيه عنتكم وضرر عليكم وخطر ومشقة لكم فعدائهم الى هذا المستوى انهم يرغبون اشد الرغبة ويمتلكون هذا الدافع والحافز للمؤامرة عليكم ولفعل كل ما يستطيعون فيه ضرر عليكم وخطر وتأثير سيء عليكم .

كما تطرق السيد إلى قول الله (إِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ ٱلْأَنَامِلَ مِنَ ٱلْغَيْظِ) فمشاعرهم متأججة بالعداء الشديد فليست حالة العداوة في  مستوى ان تكون مجرد دافع عادي بل دافع شديد لان مشاعرهم متأججة يستعر في صدورهم الكره لكم  والحقد والعداء الى درجة ان يعضوا عليكم الانامل في خلواتهم واجتماعاتهم السرية ..

أراد الله أن نعامل اليهود كأعداء

وأوضح السيد أن القرآن وفي إطار ما ذكره عن اليهود فأنه يؤكد تلك الصفات عنهم حيث يقول ( والله أعلم بأعدائكم ) فهو قال عنهم أعداء وأخبرنا بعدواتهم وكيف يتحركون على أساسها  بكل الاساليب للإضرار بنا  وما يشكله من خطورة علينا من امة اسلامية .. وبناء على ذلك وبقدر ما أخبرنا الله عنهم بأنهم أعداء وماذا يعملون في إطار عداوتهم وكيف يتحركون هو على أساس أن نتخذهم أعداء كما قال الله عن الشيطان ( إن الشيطان لكم عدوا فاتخذوه عدوا)  وهذا هو الشي الفطري أن الانسان يتخذ من يعاديه ويتحرك ضده ويسعى للنيل منه ان يتخذه عدوا. ولفت السيد إلى أن اليهود بما أنهم أعداء  يجب أن نتحرك عمليا وان يكون ذلك حافزا على التحرك وأن نستشعر المسؤولية كأمة مسلمة  وأن ندرك أننا نحن المعنيون اولا لمواجهة ذلك العدو الذي يتآمر علينا ويستهدفنا ويحاربنا بكل اشكال المحاربة وأنه في عمل دؤوب  يتوجه نحونا و هذا المفترض اذا كان فينا فطرة وأن يكون دافعا لنا أن نتحرك ونستشعر المسؤولية.

 

وتطرق السيد إلى العمل الكبير الذي يتزايد من جانب بعض الأنظمة المنحرفة التي تريد أن تقنع شعوبها بأن العد الاسرائيلي ليس بعدو إنما هو حليف وصديق و يجب أن تقف الأمة معه وان تتعاون معه وتتحالف معه، أما  من يعاديه ويتصدى له ويقف بوجهه ويسعى لإعاقة مؤامراته  ومخططاته فيتعاملون معه كعدو، وهذا بالتحديد يتحرك فيها النظام السعودي والإماراتي ومعهم بعض الأنظمة فيتجهون للسخرية من المقاومين  واستخدموا في سبيل ذلك  كل وسائلهم الاعلامية وجعلوا من هذه المهمة مهمة رئيسية وعمل أساسي.

وأضاف السيد أن تلك الأنظمة اتجهت أيضا إلى تغيير المناهج الدراسية ووضعوا مناهج ترسخ النظرة الغبية المتنكرة للحقيقة القرآنية تجاه العدو الإسرائيلي  وان يكون منهجا يربي الاجيال على النظرة إلى العدو الاسرائيلي كحليف وصديق و على القابلية بالعدو الاسرائيلي والتحالف معه ضد ابناء الامة وضد الشعب الفلسطيني والمجاهدين في فلسطين وأحرار الامة الذي يرى فيهم العدو الإسرائيلي المشكلة  والعائق لنحاج مؤامراتهم .

وأكد السيد أن مواجهة مثل هذا العمل  يجب ترسيخ الحقيقة القرآنية  التي يشهد لها الواقع انهم اعداء وكذلك العمل على فضح المنافقين الذين يوالون ذلك العدو فالقرآن حرم الولاء (  ومن يتولهم منكم فإنه  منهم) فجعل الولاء لهم  نفاقا وبين خطورة الولاء لهم.

ولفت السيد إلى أن المطبعون اتخذوا  عنوان السلام  كعنوان للتطبيع والتحالف مع العدو الاسرائيلي وهو عنوان مخادع و انما أرادوا أن يجعلوا منه وسيلة للتحالف مع العدو الاسرائيلي .. ولذلك  تتجلى عدواتهم للأمة أكثر بقدر ما يتقربون  من الاسرائيلي اكثر وكلما أظهروا تحالفاتهم مع العدو تحت عنوان التطبيع كلما ازدادوا حقدا وعداء ضد أمتهم  وضد الاحرار من ابناء والأمة وحتى  ضد الشعب الفلسطيني الذي يسيئون له ويقدمون صورة سلبية عن المجاهدين فيه.

وأكد أن هذا الوقع للأنظمة العميلة والخائنة والتي تتنكر للحقاق القرآنية هي واقع ارتداد عن الثوابت المعروفة وارتداد حتى عن حقائق كانوا هم قد اعترفوا بها حينما كانت علاقاتهم مع العدو الاسرائيلي من تحت الستار.

وكشف السيد أن المطبعين رغم توددهم للعدو الإسرائيلي وتعاونهم معه ومع ارتكابهم للجرائم فإن ذلك لم يجديهم شيئا وليس في صالحهم أصلا ، فالعدو الإسرائيلي يعتبرهم أعداء وإن أظهر أنه تعامل معهم كأصدقاء وحلفاء إلا أنه في واقع الامر لا يحبهم لا يودهم ولا يقابل ولائهم بولاء حقيقي وعلاقة صادقة بل سيبقى متآمرا عليهم  ، وكلما فعلوا بتحالفاتهم مع العدو فإنهم قد مكنوه من أنفسهم ليضلهم أكثر ويفسدهم ويستغلهم أكثر. .. موضحا أن هذه حقائق أكدها القرآن  واثبتها الواقع (هَٰأَنتُمْ أُوْلَآءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ )  بالتالي ليس عندهم أي قيمة لكم ونظرتهم اليكم انكم اغبياء وتافهون وسيئون ولا قيمة لكم عندهم وانما يستغلونكم ليضلوكم أكثر في عقيدتكم وسياستكم ومواقفكم وفي كل شؤون حياتكم وليفسدوا اخلاقكم وكل واقعكم وهذا الذي يحدث.. والواقع  يشهد فالإمارات في فترة وجيزة حتى الاعلام الاسرائيلي تحدث أن الامارات أصبحت وكرا للمافيا الاسرائيلية وتحدث عن الانشطة الاجرامية والمفسدة وسيتجلى بعد فترة ما وصل اليه الحال لدى النظام الإماراتي والسعودي الذين ينمح الاسرائيليين حتى الجنسيات ويعطونهم حتى ما لا يعطوه لشعوبهم ويفعلون لهم ما لا يفعلونه لغيرهم من أبناء الامة ومع ذلك سيخسرون في نهاية المطاف.

الحقيقة الثنية

وتطرق السيد إلى الحقيقة الثانية عن العدو الاسرائيلي  بأنه كيان فاسد مفسد وقائم في تكوينه ومواقفه وسيرته وسلوكه على الفساد والافساد في الارض وليس كيانا طبيعيا  كأي كيان بشري يمكن التأقلم والتفاهم معه و التعايش معه  بل هو كيان قائم على الفساد ، وفاسد في اصل تكوينه ونشأته وليؤدي دورا إفساديا وتخريبيا وهو بحسب الثقافية والتوجه والسياسات والخطط كلها قائمة على اساس الافساد كلها سيئة وهذه الحقيقة ذكرها  القرآن في قوله تعالى ( لتفسدن في الأرض مرتين) وهذا الفساد ليس فسادا  بسيطا هو أخطر فساد وأكثره شرا وضررا ويشكل خطرا كل مجالات الحياة، فهو إفساد للحياة بكل ما فيها و في كل المجالات فهو بحد ذاته عمل شيطاني عدائي للامة ثم انه يبين طبيعة الصراع انه يشمل كل المجالات فهم يتجهون بضلالهم الى كل المجالات  على المستوى السياسي والفكري .

وأوضح السيد أن عملاء العدو الاسرائيلي يتحركون في كل المجالات  لإفساد الأمة ففي المجال الثقافي والفكري يتحركون ليضلوا  الامة ويغيروا مفاهيمها ليحل محلها المفاهيم المضللة التي تفقد الامة الرشد والفرقان بين الحق والباطل والصواب والخطأ و بين الحكمة والحماقة فهم يشتغلون في هذا المجال  وعلى نحو واسع.. فالله قال ( يشترون الضلالة بالهدى ) وقال ( ويريدون أن تضلوا السبيل ) فهم يريدون في كل سياساتهم وأعمالهم ومخططاتهم من خلالها وبواسطتها ان تظلوا السبيل فإرادتهم ليست مجرد ارادة لا يترجمها عمل بل ارادة اتجهت عمليا على أساسها  الكثير من الأنشطة  لتضليل الامة.

أما  على المستوى الاخلاقي فأوضح السيد أن حربهم شرسة واسعة لإفساد اخلاق المجتمع  ونشر المنكر والفحشاء وكل ما يساعد عليه وكل ما يوصل اليه وكل ما يساهم فيه وكل ما يجر اليه يشغلون شغل الشيطان ويلحظون ” المصائد”  وكل وسائل الاغراء والافساد النفسي وفق خطوات ،وسخروا الامكانات الهائلة على المستوى الاعلامي والسياسات التي تحكم الناس في سلوكهم وطبيعة علاقاتهم وشغلهم في هذا المجال شغل واسع .

على المستوى الاقتصادي أوضح السيد أنهم افسدوا اقتصاد الامة وأوصلوا الأمة  في الجانب الاقتصادي إلى الحضيض (ما يود الذين كفروا أن ينزل عليكم من خير من ربكم)  لا يريدون اي خير لنا هم من نشر الربا حتى اصبح جزءا من السياسات الاقتصادية في كل بلدان المسلمين هم الذين اتجهوا لإبعاد الامة بأساليبهم الخبيثة إلى أن تترك الانتاج الداخلي وان تتحول الى سوق استهلاكية وتصب كل أموالها الى جيوب اعدائها.

وأوصلوا الأمة إلى أن النظرة للجانب الاقتصادي أنه يستحيل أن ينهض وأن تصل إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي. أما على المستوى الاجتماعي فقد سعوا إلى تفكيك الأسرة وعنوانهم في ذلك ” المرأة ”  فجعلوها كعنوان رئيسي  عن طريق فصل المرأة عن الأسرة وأرادوا أن تكون كيانا منفصلا لها توجهاتها وهذا تضليل لأن الواقع البشري قائم على التكوين الأسري.

هدف مؤامراتهم

وأكد السيد أن هدفهم من وراء مؤامراتهم هو إضعاف المسلين وان يفقدوا الامة عناصر القوة  المادية والمعنوية وان يسيطروا عليها سيطرة كاملة  وأن يسيطروا على ثقافتها وتوجهاتها ويسيطروا  على الارض والانسان والثروة والمقدسات  وان يكون المسلم بلا وعي وبلا رشد وبلا فهم وبلا حكمة ورؤية صائبة وبلا أخلاق وبلا قيم وأن يفرغوا الانسان المسلم من كل المحتوى الانساني حتى على مستوى فكرته وان يبعدونه عن القيم الفطرية التي منها  العزة والاباء ويحرفوا  حتى المفاهيم التي منها الحرية وهدفهم ضرب الروح المعنوية وان تخسر الامة حتى تأييد  الله ومعونة الله والنصر من الله وان يوصلوا الامة الى ان تبوؤ بغضب من الله وان تتخلى عن  مبادئها الدينية ومسؤوليتها الايمانية حتى يغضب الله عليها ولا تحظى بنصر من الله لانهم يدركون ان هذه الطريقة يكنهم من خلاها ان يسيطروا على الامة.

وأكد السيد أن الأمة إذا رجعت الى مبادئها وقيمها اذا تحركت على اساس هدى ربها واقتدت برسولها وتحركت على اساس صحيح وفق توجيهات لله ستحظى بالنصر وستتحصن من تأثيراتهم ومن حالات الاستهداف التي يستهدفونها بها وبالتالي ستنتصر لان واقع العدو الاسرائيلي قائم عل الافساد والتخريب والذي هو في اصله واقع ضعيف محتوم زواله و من اكبر عناصر ونقاط الضعف التي يعانون منها أن زوالهم محتوم كما أخبر عن دورهم التخريبي أخبر عن حتمية زوالهم ( فإذا جاء وعد الآخرة لييسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما كخلوه أول مرة وليتبروا ما علو تتبيرا )

وأكد أن ضر العدو الإسرائيلي على الامة عندما تبقى في وضعية الاستسلام والتنصل وان تتجه بالولاء ء لهم ليتمكنوا من تطويع الامة ويتمكنوا من تحويلها الى امة موالية لهم و هنا شرهم الكبير وخطرهم الكبير على الامة ، أما أن تتجه الامة على وجه صحيح  سيكتب الله لها النصر .

الحقيقة الثالثة

وتحدث السيد أن من الحقائق المهمة أن العدو  مهما بلغ شره ومهما كانت تأثيره ومهما حظي بالنفوذ واستغل حالة الفراغ الثقافي وحالة التحصين لكنه عدو خاسر ومحتوم الزوال لا يبقى له هذا الكيان القائم وسيخسر ويخسر مه كل الذين تورطوا في الولاء له فالله قدم وعدا (يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِۦ فَسَوْفَ يَأْتِى ٱللَّهُ بِقَوْمٍۢ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلْكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَآئِمٍۢ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ ۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ)، فالله سوف يأتي بقوم يحملون هذه المواصفات الواضحة العظيمة في ظل حلة الارتداد عن الدين والقيم الدينية الاصيلة والمواقف التي ارشد الله إليها والمسؤوليات التي هي جزء من الدين وتعليماته وشريعته مبادئه  ” يحبهم ويحبونه”  وهذ العلاقة المميزة مع الله في الوقت الذي يتجه البعض لمحبة أولئك الأعداء السيئين . ومن المواصفات أيضا ( أذلة على المؤمنين) فالله يقول أذلة فيما نرى الذين اتجهوا للولاء لأمريكا وإسرائيل شدتهم على المؤمنين وكف سوؤهم على ابناء أمتهم وكيف جرأتهم وإساءتهم  ضدهم في الوقت الذي يبدون أمام العدو الاسرائيلي اذلاء .

كما تحدث السيد عن مواصفات القوم الذين سيأتي بهم الله والتي من ضمنها ” أعزة على الكافرين ” و عزتهم على الكافرين تتجلى في صراحة موقفهم ووضوح موقفهم وقوة موقفهم وتحركهم العملي لصد مؤامرات الأعداء فليسوا ممن لا يجرؤوا أن يقولوا  ولا حتى كلمة فيها استفزاز لمشعر العدو  الاسرائيلي  ولا يجروا  أن يعبروا عن برائتهم من العدو ، فتتجلى العزة  بشكل عملي كموقف جاد قوي وتحرك فاعل في كل المجالات وفي كل ما يستطيعون.

وأضاف السيد في سرد تلك الصفات ” يجاهدون في سبيل الله ” فهؤلاء القوم لا يتنصلون عن هذه الفريضة لأنهم يثقون بوعد الله بالنصر ويتوكلون عليه ولديهم الدافع الايماني فيتحركون في كل المواقف استجابة لله ومن أجل الله ويتحركون وفق الطريقة التي رسمها الله لهم .

” ولا يخافون لومة لائم ” فمهما كان حجم اللوم من العدو ومن كل الذين وقفوا مع العدو الاسرائيلي  فهؤلاء لا يبالون بلوم اللائمون مهما كان الضخ الاعلامي والتهويل الاعلامي الذي يتوجه بالتشوية لهم مهما كانت الحملات التحريضية ضدهم ومهما كانت الاساءات على موقفهم والاساءة إليهم في موقفهم فهم ثابتون لان موقفهم ايماني وهم على رشد وبصيرة من ربهم واعتماد على هدى الله واستناد الى الوقائع التي تملأ الدنيا فهم لا يتراجعون.

 

 

 

قد يعجبك ايضا